منتديات زيوس

المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية 626202547


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات زيوس

المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية 626202547

منتديات زيوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات زيوس

منتدى زيوس - برامج مجانية - ألعاب مجانية - كتب إلكترونية مجانية - برامج ستلايت - خلفيات وصور


2 مشترك

    المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية

    زيوس
    زيوس

    المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية Stars13


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 1634
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010
    المزاجشاعري

    حصري المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية

    مُساهمة من طرف زيوس الأربعاء مايو 26, 2010 3:13 am

    [المسبحة
    – السُّبحة –



    المقدمة :


    يتبين لنا نحن موقع
    الأرقام ولبعض الناس مدى تشعب واختلاط موضوع المسبحة وصنعتها مع العديد من
    المواضيع الأخرى كالتراث الفني واللغة والمعتقدات الشعبية والأساطير والزينة
    وغيرها . ناهيك عن التعدد الكبير في الجوانب التقنية والمواصفات الفيزيائية
    والكيماوية للمواد المستعملة في المسبحة . فضلا عن ارتباطها الوثيق بالنواحي
    الدينية والاجتماعية والحضارية .


    ولا ريب أن المسبحة
    استخدمت لأسباب معينة ، وأنتجت وصنّعت من عشرات المواد ، وأصاب التغير شكلها على
    ضوء الضرورات الدينية والاجتماعية ، أو حسب المادة التي أُنتجت منها . فبعض
    المسابح قديم وبعضها حديث ، ومنها النفيس ومنها الرخيص ، كما لكل نوع منها راغبوه
    أو رافضوه ، وعلى هذا الأساس فقد أحسسنا بمدى أهمية تقديم نبذة ولو مختصرة عن
    المسبحة باعتبارها عنصرا هاما من الفنون التطبيقية الإسلامية . كما وجدنا بعد
    البحث والتقصي شحة واضحة في المصادر التي تشير إلى المسبحة (تكاد تكون معدومة) ،
    خصوصا في أنواعها وأنواع المواد والخامات الأولية المستعملة منها . ورغم شيوع
    استعمالها في كافة أرجاء العالم فالمكتبة العربية والأجنبية تنقصها هذه المعلومات
    التي يُفترض أن تُجمع في مرجع واحد شامل خدمة للباحثين في هذا الأمر .


    ومن أقوى الدوافع
    للكتابة عن المسبحة هو حرصنا الشديد للإرث الفني في التراث العربي الإنساني ،
    القديم منه والمستحدث وخوفنا من إهمال توثيقه أو زواله وتشويهه . كما أن المسبحة
    ترتبط ارتباطا وثيقا بالأرقام والعد والحساب ، وهو ما يتوجب على موقع الأرقام
    التعرض له .


    وقد حاولنا معالجة
    الموضوع بشكل شمولي وأحياتا نكتفي برؤوس المواضيع وعدم الخوض في التفاصيل ، أولا
    : لعدم التطويل ، وثانيا : ننتظر من المهتمين المبادرة لإشباع رغبات
    الباحثين . ونتقدم بالشكر والتقدير لصاحبي كتاب (المسبحة تراث وصنعة) وهما :
    الأستاذان الجليلان "محمد الراشد" و "إحسان فتحي" ، فهو
    الكتاب الذي استطعت العثور عليه بعد جهود مضنية .


    المسبحة
    وماذا تعني لنا هذه التسمية




    المسبحة أو السبحة هي عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية الحبـيْـبـيـة
    مع فواصل وقطع أخرى ، حيث تتألف كلها من عدد معين منظومة ومنتظمة في خيط أوسلك أو
    سلسلة ، وقد يختلف شكل الحبات نسبة للمجتمع أو الصانع أو حسب متطلبات الراغبين
    لأسباب دينية أو اجنماعية او لغرض اللهو والتسلية .



    ويتم تحريك قطع المسبحة باليد
    والأصابع ، كما وقد تفيد المسبحة أحيانا في العرض المظهري للتدين والتصوف والذكر
    والتسبيح والتهليل والتهدئة النفسية ، وأحيانا للوقار والوجاهة ، وأغراض أخرى
    مختلفة . والمواد التي تصنع منها المسبحة تتفاوت أيضا ، واختلفت عبر القرون حتى
    بلغت في التنوع ما لا يعد ويحصى خلال القرن الحالي .



    وكلمة (المسبحة) أو (السبحة)
    اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية ، من كلمة التسبيح - ففي القرآن الكريم
    ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات ، وقد أتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن
    مختلفة في كل سورة وآية ، ومن أمثلة ذلك : ذكر نوعية المسبحين ورد في سورة الإسراء
    - الآية 44 - ما يلي : قال تعالى (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن ،
    وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) . ومعنى
    ذلك أن من في السموات والأرض يسبحون بحمد الله وينزهونه على الرغم من اختلاف لغات
    التسبيح . كما وردت لغرض التشبيه في سورة النور (الآية 41) ، كما وربط موضوع تسبيح
    الله والتوكل عليه في سورة الفرقان (الآية 58) . وفي مجال الوقت ومدى التسبيح في
    سورة الأحزاب (الآية 41 ، 42) .



    أيضا ورد التسبيح في أوائل
    السور مثل سورة الحديد (الآية الأولى) قال تعالى : (سبح لله ما في السموات والأرض
    وهو العزيز الحكيم) - أي نزه الله سبحانه في كل شيء - كما ورد التسبيح في أوائل
    سورة الحشر وسورة الأعلى . . . وأحيانا ورد التسبيح لله تعالى في أواخر السور مثل
    سورة يـس (الآية الأخيرة) . . . إلخ .



    ومن صور التسبيح ، قولك ،
    سبحان الله والحمد لله ، كذلك ذكر الأسماء الحسنى لله عز وجل . وقد جاءت أسماء
    الله الحسنى في عدد كبير من الآيات القرآنية الكريمة ومن ثم جمّع عددها . فعن أبو
    هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعا وتسعين
    اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر) .



    ولقد دعا الله سبحان وتعالى
    الناس إلى ذكر الله ودعوته بالأسماء الحسنى ، ففي سورة الأعراف قال تعالى : (ولله
    الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه ، سيجزون ما كانوا
    يعملون) .



    وبذلك استنبطت المسبحة أو
    السبحة من التسبيح من الناحية الدينية ، وتشمل تنزيه الله بالقول وعد أسمائه
    الحسنى اكتسابا للرحمة والمغفرة والأجر الكريم .



    ومن الناحية اللغوية استطلعنا
    بعض الأسانيد والكتب ، فمن كتاب المختار من صحاح اللغة
    (مختار الصحاح -
    محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي - الناشر دار الكتاب العربي - لبنان - 1981 ص
    (282)
    . ورد في باب السين كلمة السبحة :
    بمعنى خرزات يسبح بها . وهي أيضا التطوع في الذكر والصلاة ، نقول منه : قضيت سبحتي
    . والتسبيح التنزيه وسبحان الله : معناه التنزيه لله ، أما (سـبحل) : فمعناه سبحل
    الرجل : قال "سبحان الله" .



    وفي كتاب تفسير القرآن العظيم
    (تفسير القرآن العظيم - للإمام الجليل الحافظ عماد الدين ، أبو الفدا
    إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفي سنة 774 هـ / دار المعرفة - بيروت - لبنان
    ص (268) و ص (269)
    .


    وفي كتاب المنجد ذكر فيه أن السبحة
    ،جمع سبح وسبحات : هي للدعاء وتقول قضيت سبحتي أي دعائي (الصلاة النافلة) . وهي
    خرزات منظومة في سلك إما للصلاة والتسبيح وإما للتسلية ويقال (سبحان الله) أي
    ابريء الله من السوء . اما السبّاحة فهي الأصبع السبابة في اليد . والمسبحة هي
    السبحة للصلواة والتسبيح والتلهي (عامية) .



    وفي اللهجة العراقية السائدة قد يطلق عليها سبحة أو مسبحة وقد تجمع
    كالسبح والمسابح أو السبحات (عامية) وفي بعض المناطق العربية والخليج العربي
    قد تسمى باللغة العامية الدارجة مسبحة ، أو مسباح أو تجمع كمسابيح . عموماً فإن
    لفظة سبحة أو مسبحة هي اللفظة العربية الدارجة حالياً وعلى الرغم من ورود كلمة
    السبحة في المراجع اللغوية إلا اننا عولنا استخدام لفظة المسبحة في كافة فصول اهذا
    البحث لما لها من استخدام دارج ودلالة على فرض استخدام هذه الأداة في التسبيح .
    وفي اللغة التركية ، كما ورد في أحد المصادر
    (
    Shantes ,
    Enc Of Islam , Brill
    1961 , P .
    549
    موسوعة)
    تسمى تسبيح ( Tasbih) عندما تستخدم كلمة سبحة ( Subha
    ) لغرض تفسير معناها في بعض المسردات الأجنبية
    . ولغرض مقارنة وفحص الكلمة باللغة الإنكليزية فقد تم اللجوء إلى قواميس المفردات
    بالإنكليزية ولعل أقرب كلمة إلى ما تعنيه المسبحة عند العرب والإسلام كانت كلمة
    روزري (
    Rosary) حيث فسرت بمعنى



    1. سبحة
      ، مسبحة .
    2. سلسلة
      أو صلواة .
    3. حديقة
      ورد أو مسكية ورد .




    ومن المعتقد أن الربط
    التاريخي للقلادة المسيحية القديمة وبين المسبحة في استخدامها من قبل العرب
    المسلمين قد أدى لهذا التفسير في بعض المسردات.



    كما ورد في باب الحبيبات بالإنجليزية (بيدس) Beads (بالجمع) قد تعني عقد أو سبحة أو بيد (Bead
    ) كخرزة أو حبة . فهي هنا مسبحة إذا ما انتظم الخرز بسلك أو تطلق
    أحيانا على الذي يصلي مستعينا بصلاته بسبحة (
    Tosay
    , tell , or count one's beads
    ) وقد تستخدم كلمة بيد رول (
    Bead
    roll
    ) بمعنى سبحة
    أو مسبحة (وبغرض العد والحساب) .وعلى أية حال فإن معنى المسبحة لدينا هنا واضح
    وجلي ، وهي كما أسلفنا ، استخدمت لعد الكلمات ، لغرض التسبيح لله سبحانه، أو لذكر
    كلمات الله الحسنى في عصر الإسلام
    ،
    وإن تعددت أغراضها اليوم وأصبحت أحيانا تؤدي أغراض التسلية أو
    غيرها
    ، غير
    أننا لا ننكر تأثير الحضارات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط أوغيرها في مجال
    استخدام أداة للأغراض المظهرية أو الدينية أو لغرض العد والحساب لما هو مطلوب من
    الإنسان في كافة شعائر الحياة الدنيا والمتطلبات الروحية الأخرى كما سنرى في
    الفصول القادمة .



    1- التطور في استخدام المسبحة والأحجار الكريمة وشبه الكريمة وغيرها
    عبر التاريخ .



    على الرغم من أن للمسبحة في
    معناها اللفظي والاستخدامي صفة عربية وإسلامية واضحة إلا أن البحث عن الجذور
    التاريخية لها لابد أن يجرنا على الطريقة التي تعامل بها الإنسان مع الأحجار
    الكريمة وغيرها ضمن معتقداته منذ أقدم العصور . فمنذ آلاف السنين ، ومنذ أن كان
    الإنسان القديم يسكن الكهوف وعثوره بطريق المصادفة أو الحفر عن أحجار ملونة هنا
    وهناك فلابد أنها قد سحرته بجمالها وألوانها وبريقها . وهنالك دلائل آثارية قاطعة
    بأنه بدأ في تجميعها والتعامل معها بولع مفرط نظرا لندرتها وجاذبيتها التي سحرته
    وألهبت خياله .



    إن من أقدم الأحجار والمواد
    التي استخدمها الإنسان قد عثر عليه في قبور ترجع إلى أكثر من 20 ألف سنة
    واحتوت على حبيبات من العاج والمحار والعظام المختلفة .



    على ذلك فقد قام الإنسان
    القديم بصقل وتشذيب هذه المواد وتكوينها على أشكال مختلفة كالشكل الإسطواني أو
    الحبيبي (الخرزي) أو غير ذلك , ومن ثقبها أو خرقها وتجميعها وربط بعضها البعض بخيط
    . وكانت هذه هي الخطوة الأولى لفكرة القلادة بهدف التزين او التباهي ، ولعرض هذه
    الأحجار والمواد أمام الآخرين عن طريق استخدامها كعقود أو قلائد تعلق في العنق أو
    الزند وأحيانا في الأرجل .



    ويبدو لنا أن فكرة تجميع هذه
    المواد على شكل سلسلة أخذت فيما بعد أبعادا روحية أو سحرية أو دينية . ولقد كشفت
    حفائر الحضارات الإنسانية الأولى التي نشأت في وادي الرافدين (السومريون) ووادي
    النيل (الفراعنة) عن استخدام أحجار مختلفة لأغراض دينية ودنيوية .



    إذن لا بد من الإشارة أن فكرة
    المسبحة هي تطور طبيعي وحتمي من فكرة القلادة . إلا أنه من الصعب التحديد الدقيق
    الزمني من تحول استخدام القلادة كمسبحة لأغراض دينية ، بيد أنه يمكن القول
    والافتراض أن فكرة المسبحة بدأت عند السومريين قبل (5000) سنة ومن ثم انتقلت إلى
    بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة
    .



    ولم يكتف الإنسان باسنعمال
    هذه القلائد في حياته الدنيوية فقط بل تجاوز ذلك وعزم على استخدامها في حياته
    الأخروية أيضا . إذ دُفنت هذه العقود مع أصحابها في القبور انتظارا للبركة أو الجاه
    في الحياة الأخرى . ولقد شاع في الحضارات القديمة كحضارة وادي الرافدين أو وادي
    النيل وفي وادي الأردن (موقع
    Natufian
    ) والحضارات السومرية والصينية والهندية
    استخدام العقود والأحجار لطبقات مختلفة من المجتمع ، فمنها ما استخدمه الأمراء أو
    الكهنة أو عامة الشعب ، ولقد برهن وجود اللقى الأثرية لقلائد وعقود الذهب
    واللازورد (
    Lapis Lazuli
    ) والكورنيليان والفيروز والرخام والأميشت والكارنيت والعظام في
    مختلف الحضارات القديمة وبأشكال مختلفة ومتنوعة .



    لقد استفاد الإنسان ايضا
    ولربما بالتجربة من تلك المواد التي تتصف بالديمومة أو تلك التي تكون عديمة التآكل
    أو تلك التي عرف عنها قوة الصلادة أو القدرة فضلا عما تخيله الإنسان ، كما الهب
    حسه بكون هذه المواد تتصف بالصفات الروحية أو الأسطورية أو ما تعلق منها بالخرافات
    الشائعة آنذاك سواء بالنسبة للرجل أو المراة على حدّ سواء .



    إن لتطور المعتقدات الروحية
    والخرافات أثر واضح في لهفة إنسان الحضارات الأولية في مختلف البقاع والأصقاع على
    الاهتمام بتلك الأحجار حسب معتقداته ، بالخرافات والأساطير والمعتقدات الطبية
    القديمة ، فكان يعتقد أن للأحجار اللخضراء اللون تأثير بمنع الأمراض ، والحمراء
    لتخفيف النزيف والالتهاب، وحجر العقيق للقبول والاقناع وجلب الحظ ، والجمشت (أمشت)
    لمنع تراكم الشحم ، والملكيت للتخدير وللحماية ضد السحر ، وحجر الياقوت الأزرق
    كرمز للعفة وعلاج لفورات الغضب ، والفيروز للنصر وتبيان حالة الإنسان النفسية عند
    تغير ألوانه ، والكهرب أو الكهرمان لامتصاص الامراض من جسم الإنسان ولطرد الأرواح
    الشريرة ...... إلخ .



    أما المرجان فكان له أهمية
    خاصة عند الحضارة اليونانية (الإغريقية) فقد وردت خرافات عنه أوضحت بأنه (دم
    متجمد) بعد أن سقط قطرة فقطرة من الرأس المقطوعة لميدوسا (إحدى الآلهة اليونانية
    القديمة) .



    وكان للعقيق الأحمر فضل كبير
    عند الرومان حيث استخدم بكثافة وتم النقش والحفر على اسطحه الجميلة بكل اتقان وفن
    وكفاءة في القلائد والعقود والأختام والخواتم وغيرها .




    كما شاعت لدى الفينيقيين ، وهم قوم انتشرت حضارتهم في
    بلاد الشام ولبنان خاصة ، عقود أشبه بمسابح اليوم تصنع من مواد مختلفة كالقواقع
    والطين والبذور والعاج والزجاج والأحجار الكريمة ، واستعملت في تلك الحضارة في كل
    مجال حتى دخلت مجال المقايضات والمبادلات التجارية بما هو أشبه بالعملات الثمينة
    في هذه الأيام ، وهناك من يعتقد أن المسبحة كأداة ظهرت عندهم أول ما ظهرت . وأبرز
    التاريخ أيضا اهتمام الإمبراطورية البيزنطية والرومانية بشقيّها الوثني والمسيحي ،
    باستخدام القلائد المشابهة للمسبحة لكافة الأغراض كما تم تطور مهم في هذه المرحلة
    إذ تم الإتقان النسبي لخرق وثقب الأحجار والمواد الأخرى , واستخدم السلك والخيط
    بوفرة فيها ، كذلك انتشر استخدام السلاسل المعدنية أو سلاسل المجوهرات والأحجار
    شبه الكريمة أو المواد الأخرى .



    وبعد انتشار الدين المسيحي
    تعلق الرهبان والناس بالقلائد الدينية سواء ما علق منها بالرقبة أو ما استخدم باليد
    ومن مواد مختلفة ومستديمة ، كما كانت بعضاً من هذه القلائد تحوي على الصليب
    المسيحي ، وكان الرهبان يذكرون صلواتهم بها أو قد تصل بالبعض إلى تقبيلها والبعض
    الآخر إلى حد تقديسها ، وآخرون اتخذوها كمظهر من مظاهر الترهب والعبادة في الصوامع
    والمغاور والكهوف المنقطعة عن الناس .
    (انظر رابط المسبحة الوردية من
    الفهرس الرئيسي لزيادة الشرح)



    ولقد حاول العديد من الباحثين
    تفسير أسباب استخدام الناس للقلائد الدينية . والواقع المستخلص قد تكون مرتبطة
    بالشعائر المتوارثة والمستخدمة آنذاك وقد تشمل العد والحساب أيضاً .



    ففي الأنسكلوبيديا (الموسوعة)
    الأمريكية
    (Encyclopedia America

    ,
    Ropschach Test - ,P. 786.)
    وتحت باب (
    Rosary) ورد أن استخدام الروزري (المسبحة) مشابه لاستخدام المسبحة في عد
    الصلواة أو لغرض التأمل الديني (
    Meditation) .


    ولقد استخدمها الرهبان الأرثودوكس
    (
    Orthodox monks) بشكل عقد صوفية (Wool Knots
    ) مؤلفة من100 أو 103 عقد من الصوف . وقد قيل
    أن العقد هذه تمثل عندهم صلاة أو دعاء المسيح (
    Jesus
    prayer
    )
    وبعض رهبانهم يرددون هذه الصلاة 12 مرة في اليوم ، ولم يشيع هذا التطبيق عند عامة
    الناس من فئة الأرثودوكس كما ذكر المصدر .



    أما جماعة الكاثوليك الرومان
    (
    Roman Catholics
    ) فقد جعلوا لهذه القلائد الدينية أو مسابح الصلاة عند اجراءات
    العبادة 15 مجموعة (
    Decades set
    ) من الحبيبات الصغيرة ، مفصولة بخمسة عشر حبة
    كبيرة من بداية المجموعات وحتى آخرها . ويقال عندهم أن هذا الرقم يعود إلى أحداث
    أو حالات الإعجاز الخمسة عشر للسيد المسيح (
    EventsorMysteries
    ) . وقد قام بعض الأفراد
    باستخدام ثلث المجموعات (أي خمسة مجموعات) بكونها تمثل حدثاً واحداً أو للاختصار .



    وعند جماعة سانت دومنيك في
    القرن الثالث عشر (وهي فرقة مسيحية) فقد طور عددالحبات إلى 150 حبة ثم اختصر العدد
    أوخفض إلى 15 حبة في القرن الخامس عشر ، واعتمد من قبل الكنيسة ، وبعد ذلك
    استخدمها بعض أفراد الكنيسة البروستانتية وإن لم يعرف الوقت الذي استخدمت فيه
    تماما .



    عموما فإن بعض الناس من العامة من يعتقد أن تكوين المسبحة من 33 حبة
    يعود إلى عدد سنوات السيد المسيح إلا أن هذا الاعتقاد يشوبه كثير من الشك .



    وقد قال البعض أن أصل المسبحة أو القلائد الدينية ورد من الهند
    Encyclopedia
    Britannica
    1962, - Rosary, P.
    786
    وقد استخدمت من قبل الهندوس في الهند (Hindu) في سابق الزمان ، فعباد ديانة فشنو (Vishnu) استخدموها من مائة حبة ناعمة وصقيلة . أما عباد الالهة شيفا (Shiva
    ) فكانوا يفضلونها ما بين 32 أو 64 حبة خشنة . والبعض من فئة
    البرهمة كانوا يحملون المسبحة سرا في حقيبة خاصة يدوية يضعون فيها الحبات. وقد
    أطلق في الهند على قلادة تسمى (
    Jain Rosary
    ) اسم قلادة المعلمين وتتألف من108 حبات أو أي
    رقم من الحبات قابل للضرب ليصل إلى 108 حبات حيث تمثل الحبات المعلمون المقدسون
    وبخمسة ألوان ، (وقد يكون الرقم 5) و (و27 حبة) .



    أما السيخ (وهم جماعة لديانة هندية) فقد جعلوها (Sikh Rosaries
    ) تتألف من108 عقد صوفية أو من حبيبات الحديد وأحيانا جعلوها سوارا
    في المعصم يحوي 27 حبة . وفي بوذية المهانايا (
    Mohayana
    Buddhism
    )
    اتخذوا نفس عدد حبات السيخ وهو 108 ولكن لسبب مختلف . وفي نفس ذلك الوقت اتخذ
    رهبان التبت والصين (
    Tibet monks
    ) السبح والقلائد بألوان مختلفة وحسب اختلاف
    الآلهة لديهم . كما استخدم البوذيون اليابانيون (
    JapaneseBuddhists
    ) قلادة عامة تتألف من 112 حبة . كما اتخذوا
    قلائد دينية أو قلائد أخرى للمناسبات .
    Encyclopedia
    Britannica
    1962, -
    Rosary, P. -
    549
    .



    ولغرض العد والحساب
    ولأغراض الحياة المختلفة فقد أبرزت الحضارة الصينية استخدام خاص للحساب بالحبات
    والخرزات حيث كانوا يستخدمون ما هو أشبه بحاسبة اليوم (وإن كانت لا تقارن) وتتألف
    من حبيبات منظومة في سلك وعلى شكل خطوط متوازية من هذه الأسلاك لغرض جمع الأرقام
    أو متوالياتها باستخدام الحبيبات .



    أما العرب قبل الإسلام فلهم
    طريقة أخرى في الحساب والإحصاء , فكانوا يحصون ويحسبون عن طريق عدّ الحصى والأحجار
    للوصول إلى رقم معين (أي تكوين الرقم النهائي من عدد الحصى) وذلك لعامة الناس ،
    والواقع أنه بعد نزول الدين الحنيف والقرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى : ( وإن
    تعدوا نعمة الله لا تحصوها). إذن فالعرب استخدموا العد والحساب باستخدام عد حبيبات
    الحصى في بداية الأمر على الرغم من أنهم برعوا في علوم الحساب والجبر والإحصاء
    والمكتوبة في مرحلة لاحقة من تطور الحضارة العربية الإسلامية . كذلك فإن العرب قبل
    الإسلام عرفوا القلائد والعقود واستخدموها .



    ومن هنا نجد أن المدخل إلى
    استخدام المسبحة في أيام الإسلام مناسبا . ونجد لزاما علينا أن نذكر أن استخدام
    المسبحة في الإسلام وسواء أكان قد أثرت عليه تطورات الحضارات الأخرى أو أنه ابتكر
    للمسلمين ، فهو استخدام لم يضر الدين الحنيف في شيء ، على الرغم من بعض المنتقدين
    له في مختلف القرون السابقة وإلى اليوم . لقد كان العرب قبل وبعد فجر الإسلام
    يختلطون بالأقوام الأخرى وحضارتهم خصوصا في مجال التجارة ، وكان لا بد من اكتساب
    بعض العادات والتقاليد شيئا فشيئا كما هي الحال اليوم عند اكتساب العادات
    والتقاليد الحديثة .



    وعند بزوغ نور الإسلام ومبشره
    النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم كان المسلمون الأوائل مندهشون من عظمة
    الإسلام ومن سيرة النبي الكريم وسنته المباركة . وجل اعتقادنا أن المسبحون الأوائل
    كانوا يستخدمون القول سراً وجهاراً لتسبيح الخالق ، وقد يكون البعض منهم استخدم
    أصابعه للعد أو عد الحصى أو هكذا وكل ذلك للوصول إلى أعلى رقم ممكن في ذكر أسماء
    الله الحسنى أو توحيده أو ترديد التشهد ما أمكن ذلك .



    ولقد تلاحقت التطورات بعد ذلك ، وقد
    قام المسلمون بالجهاد في سبيل الله والبدء في نشر الدعوة الإسلامية في كافة
    الأنحاء . لقد خرج الفاتحون الأوائل من بلاد قاحلة شحيحة إلى حضارات مبهرة آنذاك ،
    يدفعهم الإيمان الصافي المطلق والرغبة في التعلم ونشر الدعوة المحمدية الكريمة . وكان البعض منهم من كان يفضل في التعامل الفضة
    على الذهب والمجوهرات ابتغاء للتطبيق الصحيح للدعوة . إلا أنه وهناك ، وأمام جبروت
    الثراء وأساليب الحياة لمختلف الحضارات كالفارسية والبيزنطية واليونانية المتوارثة
    ، وقف بعض هؤلاء الفاتحين مندهشين مما رأوا في تلك الحياة وهم على حالهم من
    البداوة الخشنة . وقد روى البعض أن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان
    يبكي كلما رأى جواهر الفرس وغيرهم ترد في جملة الغنائم ، خوفاً على قومه من هرم
    المدينة وفتنتها .



    ولكن بعد مرور قرن واحد ما لبثت
    الأمور أن تغيرت ، وتغيرت بذلك نظرة الحكام وعامة الناس إلى أساليب الحياة ، وقد
    قيل أنه لم تكد سنة 126 للهجرة أن تأتي إلا وتضحى جوائز الخليفة الأموي يزيد بن
    عبد الملك
    (الخليفة يزيد بن عبد الملك - الخليفة الثاني عشر للخلافة الأموية في
    الشام "عام 126 هـ الموافق 744 م")
    لأحد
    الشعراء ملء فاهه جوهراً ، بفعل الإمكانات المالية التي أتيحت للناس آنذاك .



    وفي العصر العباسي بلغت التطورات في
    تغير أساليب الحياة واستخدام المال والثروات للتمتع والتأثر بحضارات الأمم الأخرى
    حداً كبيراً . فلقد استخدم خلفاء بني العباس مختلف أصناف البشر في الوظائف العامة
    في الدولة مما ساعد على نشر العادات والتقاليد في مجال استخدام القلائد والأحجار
    الكريمة وشبه الكريمة لمختلف الأغراض ومنها المسبحة . وقد بلغ الحال أن حلت
    الأحجار الكريمة أحياناً محل الأوراق النقدية كالحوالات أثناء السفر في هذه الأيام
    . كما أتاحت عصور الترجمة الذهبية من الكتب اليونانية والفارسية والهندية القديمة
    والمتناثرة أصلاً بحضارة وادي النيل ووادي الرافدين وبلاد الشام إلى اطلاع الناس
    وتوسيع أفق مداركهم في كافة أمور الحياة . في تلك الفترة ، حيث هيأ عنصر الاطلاع
    والتحضر والعلم إلى حصول تطورات إضافية لما كان يستخدمه الناس . وبذلك استطاع
    المسلمون آنذاك من تطوير امكاناتهم في الابتكار والاستحداث لكافة ما يشغل بالهم في
    تلك الأيام في التطبيق لكافة التخصصات في الصناعة والطب والعلوم الرياضية
    والكيماوية وبقية العلوم الأخرى .



    ولقد عرف الناس أثناء حكم بني
    العباس تفصيلات عديدة عن الأحجار الكريمة وشبه الكريمة وصناعتها إلى قلائد وأختام
    وخواتم ومسابح أو غيرها ، ولقد اشتهر أبو الريحان البيروني بكونه من أشهر علماء
    العرب في المواد والأحجار وخصوصاً في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر"
    .



    وبناء على ذلك ، اقتنى الناس
    الأحجار والجواهر وكانت أهمها في ذلك الوقت الدر (اللؤلؤ الكبير) والياقوت الأحمر
    وما سمي البهرماني أو المشرق الرماني والأسمانجوني وهو أزرق والزمرد الذبابي
    والفيروز والمرجان والعقيق والجزع وإلى آخره في أصناف المواد الكريمة . بعد أن
    برعوا في صقلها وثقبها وتنظيم أشكالها .



    وباستطلاعنا لبعض الكتب ،
    وجدنا أثر المسبحة مدرجاً في أوائل العصر العباسي ، فقد ذكر في بعض المصادر
    (كتاب مشهد الإمام
    علي (رض) في النجف . مؤلفته سعاد ماهر / عن دار المعارف في مصر / ص 188 / ص 189)

    أنه في السنة الثالثة للهجرة . ولما وقعت غزوة أحد وقتل فيها أقوى حماة الإسلام
    حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، عم الرسول الكريم صلى الله عليه
    وسلم ، وعظمت المصيبة على المسلمين وقد ناحوا عليه في كل مأتم ، وقيل اتسع
    الأمر في تكريمه أن صاروا يأخذون من تراب قبره يتبركون به "ويعملون السبحات
    منه" . والواقع لم نجد مصادر أخرى تثبت هذا الخبر .



    وكذلك وبعد تطور نهج الإثني
    عشر فإن بعض الناس كانوا يصنعون من تربة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه
    شهيد كربلاء (في العراق) ألواحاً وأقراصاً وحبيبات لغرض التبرك (عند منتصف القرن
    الثالث الهجري) . فقد جاء في كتاب الوسائل
    (نفس المصدر السابق /
    للشهرستاني ، الأرض والتربة الحسينية ، ص 179 / ص 182)

    عن الإمام الثاني عشر (عاش في حدود سنة 250 هجرية) أن الحميري كتب إليه يسأله عن
    لوح طين قبر الحسين هل فيه فضل ؟ . . فأجاب رضوان الله عليه يجوز ذلك وفيه الفضل
    ثم سأل عن السبحة فأجاب بمثل ذلك .



    فالمسبحة إذن بدأت لأغراض
    دينية بحتة اشتقاقاً واستخداماً في العصر الإسلامي فقد ذكر بعض الناس ومنهم الشيخ
    البناني أن السبحة مشتقة من فعل التسبيح وهو تفعيل من السبح والذي هو المجيء
    والذهاب
    (في كتاب "تحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في
    الأعناق" فتح الله البناني / طبع في القاهرة 1887 م)

    لأن لها في اليد مجيئاً وذهاباً ومأخوذة من قوله تعالى ((إن لك من النهار سبحاً
    طويلاً)).



    وفي العصر العباسي وما تلاه
    من الحكم الإسلامي في بلاد الأندلس ومن ثم في فترات حكم المغول والبويهيون
    والسلاجقة ، وانتقال الحكم للفاطميين والمماليك في شمال أفريقيا . انتشرت طرق
    الحركات الصوفية وحركات الدراويش والدروشة واتباع هذه الطرق يحملوها ويتبركون بها
    ويعدون بها أسماء الله الحسنى وأثناء التشهد يحملونها أيضاً في تجمعات الذكر
    والتهليل ، وكانت تتكون من العظام أو الخزف أو الأتربة المعجونة والأخشاب والصدف ،
    وبعض مسبحاتهم تتألف من 99 حبة زائداً الفواصل والمنارة والبعض الآخر يتألف من ألف
    حبة وقد تصغر الحبات أو تكبر حسب التقاليد السائدة في كل مرحلة ، ويعتقد بعض اتباع
    الصوفية أن المسبحة تفيد في عدم النسيان أو تعزز الانتباه ، وتفيد في العد خصوصاً
    بالنسبة للذين يذكرون أسماء الله الحسنى . ولقد تطور استعمال المسبحة آنذاك حتى
    انتقل حملها باليد اثناء المجالس الخاصة بالصوفيين وأحياناً إلى العنق أثناء
    التجوال أو بعد الانتهاء من الصلاة والتسبيح . ولا زال منظر الصوفي أو صاحب
    الطريقة والذي يعلق مسبحته في عنقه ماثلاً إلى هذا اليوم ماثلاً في مصر والعراق
    والمغرب وتونس إلخ . . .



    ولقد ازداد انتشار المسبحة
    أثناء عهد الحكم العثماني وفي النصف الثاني منه بشكل كبير ، وخصوصاً في
    تركيا والعراق وايران ومصر وبلاد الشام وبعد أن دخلت المسبحة الدينية سواء تلك
    المختصرة الى 33 حبة ( أي ثلث المسبحة ) 0وبعض مواد انتاجها كان متوفر محليا
    والبعض الآخر يستورد ويطلب تصنيعها مثل مسابح الكهرب التي كانت تستورد من المانيا
    أو غيرها 0



    وفي بداية هذا القرن والى
    وقتنا الراهن وبعد التطور الصناعي الكبير وازدياد الثروات ,انتجت المسابح بشكل
    كبير ومن مواد متنوعة قد تنوف على المئة ، وخصوصا من المواد الرخيصة ،ودخلت في
    مجال تصنيعها أمم وشعوب جديدة ،مثل دول الشرق الأقصى وأوربا وأمريكا الشمالية
    والجنوبية والصين والهند ودول أفريقيا حتى أن البعض شبهها باقرب مايكون إلى الهجمة
    الخارجية في تصنيع المسابح بسبب ازدياد تصنيعها في خارج المراكز الإسلامية .



    واليوم قد لا تعد المسبحة مظهلرا أو مسلكا دينيا بل أصبحت عادة
    اجتماعية في بعض المناطق وهدايا ينقلها الحجاج وفي بعض الأحيان يقدمها الناس
    العاديون إلى آخرون كسبا للمودة أو المنفعة .



    ولم يعد ضروريا أن تكون صفة ملحوقة للمسلم ،بل أصبح المسيحي
    أو أصحاب الديانات الأخرى يستخدمها أيضا ،وأحيانا يستخدمها بعض الأروبيين
    كاليونانيين وغيرهم من الأجانب .فهي تفيد في أغراض شتى وخصوصا لهؤلاء الذين لا
    يرون فيها ضيرا وقد يرون فيها خيرا .



    2- المناطق الجغرافية لانتشار المسبحة


    تنتشر المسبحة اليوم في عدد كبير من دول العالم وخاصة في الدول
    العربية والإسلامية ، ,وإن كانت كثافة الانتشار تختلف من مكان لآخر .



    وكما أسلفنا في مجال التطور التاريخي للمسبحة ,فإن سرعة انتشارها
    لمختلف الأمصار ازداد منذ أواسط الحكم العباسي في العراق كما ازداد أيضا وانتعش
    خلال النصف الثاني من حكم بني عثمان الإسلامي في تركيا . وفي القرن الأخير امتد
    انتشار المسبحة إلى أماكن وبقاع لم تعرف من قبل إطلاقا . ومن الأسباب التي أدت إلى
    انتشارها جغرافيا في الماضي ما يلي:



    أ - اتساع رقعة الأمصار الإسلامية


    على الرغم من أن الشعوب المختلفة في منطقة الشرق الأوسط عرفت
    شكلا من أشكال المسبحة واستعملتها لمختلف الأغراض كالزينة والتباهي ولغرض التدين
    .إلا أن تحبيذ بعض المسلمين لها في عمليةتسبيح الباري عز وجل أو من قبل
    الصوفيين ، وأصحاب الطرق الدينية ، وحملة المسابح في الأعناق في مصر وتركيا
    والعراق وغيرها . . . أدى ذلك كله إلى تعزيز محبة المسبحة في قلوب قطاع كبير من
    الناس من الناحية الدينية ، باعتبارها رمزا للإنسان المسلم المتعلق بحب خالقه
    العظيم وأداة لتسبيحه ، وبعد انتشار الدين في مناطق جديدة من بغداد إلى حدود
    الصين ===== شرقا وإلى جنوب أوروبا شمالا وحتى المحيط الأطلسي غرباً وتأثرت
    الشعوب التي أسلمت بالدين الإسلامي الحنيف ببعض المظاهر والعبادات والصلوات
    والتسبيحات والتهليلات، بدأت هذه الشعوب باستخدام المسبحة، خصوصاً وأن البعض منهم
    لم يجد غرابة فيها وإن كان البعض الآخر منهم قد انتقد استخدامها.


    زيوس
    زيوس

    المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية Stars13


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 1634
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010
    المزاجشاعري

    حصري رد: المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية

    مُساهمة من طرف زيوس الأربعاء مايو 26, 2010 3:24 am


    ب - ازدياد الثروات والإمكانات المالية.


    لقد أدى هذا العامل إلى إقبال بعض الناس لصناعة
    المسبحة من مواد جديدة أو نفيسة لتوفر المال اللازم وذلك لأسباب تتعلق بالمسبحة
    الخاصة للتسلية أو للزينة أو للتباهي والمظهر العام أو للأغراض الدينية. علماً بأن
    الحركات الصوفية كانت ولا تزال تستخدم مسابيح من مواد بسيطة كالطين والخزف والعظام
    والصدف أو غيرها من المواد الزهيدة الثمن أو المواد التي لها قدسية خاصة.



    ج - ازدياد المراكز الدينية والأسواق الملحقة بها.


    خلال العصور السابقة تكونت بعض المراكز الدينية في عدد
    من الأقطار الإسلامية كمكة المكرمة والمراقد المقدسة في العراق وإيران وقبة الصخرة
    في القدس الشريف والجامع الأزهر وحي الحسين في مصر وغيرها من المناطق الأخرى التي
    انتشرت فيها قبور الأولياء والصالحين أو أصحاب الطرق الصوفية وهكذا. ولقد انتشرت
    الأسواق الملحقة بهذه المناطق وتأسست صناعات مختلفة منها صناعة المسبحة للحجاج
    والزوارلهذه المناطق.



    كذلك الحال بالنسبة للمراكز الحضرية القديمة والجديدة
    الإسلامية وغير الإسلامية، إذ انتشرت فيها محال بيع المسابح أو صناعتها، وبنفس
    القدر فإن بعض الدول التي كانت تنتج مواد تناسب صناعة المسابح ازداد إنتاجها بشكل
    كبير بعد أن ازداد الطلب على المسبحة، وبعض هذه الدول كانت دولا غير إسلامية مثل
    ألمانيا والصين وروسيا وبولندا وغيرها.



    د - اتساع رقعة التبادل التجاري الدولي.


    إن هذا العامل أدى إلى ازدياد الطلب على المسبحة، حيث
    أن بعض أنواع خاماتها أو طريقة صنعها تتوفر في مكان معين، ليتاجر بها في مكان آخر.



    كذلك فإن المسبحة انتعشت تجارتها ما بين المنتج
    والمستخدم خلال وقت الرخاء والتبادل التجاري، وكسدت تجارتها خلال وقت الكساد
    والتأخر الاقتصادي في الدول الإسلامية وخصوصاً تلك التي تصنع من المواد الثمينة
    والأحجار الكريمة بطبيعة الحال.



    والملاحظ أن بعضها دخلت إلى ميدان التجارة الدولية بعد
    انتعاش التجارة فيما بين الدول وتطور وسائل النقل خلال القرون الثلاث الأخيرة.
    واليوم انتشرت المسبحة وتجارتها انتشارا كبيراً بعد تطور العلوم والتقنية اللازمة
    لصناعتها سواء بالنسبة للمواد من الأحجار النفيسة أو شبه النفيسة أو الرخيصة جداً
    مثل الطين أو البلاستيك أو من إنتاج المواد العرضية كمادة النفط المكرر ومشتقاتها.



    والمسبحة عموما تنتشر في مناطق الشرق الأوسط وبتركيز
    خاص في العراق ومصر وتركيا والأردن وسوريا وفلسطين وإيران ودول الخليج
    ولبنان والمملكة العربية السعودية ( منطقة مكة على وجه الخصوص ) كما أنها تنتشر في
    دول آسيوية أخرى مثل باكستان وأفغانستان وبعض أجزاء الهند وجنوب الاتحاد السوفياتي
    ( طاجقستان ) وأذربيجان وعلى نطاق أخف في بقية دول آسيا الأخرى.



    علماً بأن بعض الدول الآسيوية الأخرى أصبحت منتجاً
    رئيسياً لأنواع المسابح ( عدا المراكز القديمة في العراق وإيران ) وبعضها فاق
    إنتاجها عن مواطنها الرئيسية مثل تايوان وهونج كونج والصين وأندونيسيا وماليزيا.
    كما وتنتشر المسبحة انتشاراً كبيراً في تركيا وقبرص واليونان وبعض مناطق الدول
    الأوربية إلى حد ما، مثل يوغسلافيا وألبانيا وغيرها.



    وتنتج بعض الدول الأوربية المسبحة مثل ألمانيا وبولندا
    وروسيا حيث تشتهر هذه الدول بإنتاج مسابح الكهرب بصفة خاصة وبقية الأنواع من
    الخامات الأخرى بصفة عامة.



    وفي الشمال الأفريقي، يكاد يكون تركز المسبحة، صنعاً
    واستخداماً في مصر، وهي من الدول المصدرة للمسبحة بشكل كبير وأحياناً مستوردة
    للنفيسة منها مثل الكهرب أو غيرها.



    ويمتد الانتشار للمسبحة في شمال أفريقيا ولكن بشكل يخف
    تدريجياً كلما ابتعدنا عن مصر، مثل تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرها.
    كما تنتشر المسبحة في السودان وبعض الأقطار الإسلامية الأخرى في أفريقيا. إن بعض
    الدول الأفريقية تنتج المسبحة كزائير وتنزانيا والمغرب وغيرها، وبودنا أن نشير إلى
    أن المسبحة تنتج وتصدر اليوم من مناطق بعيدة في أمريكا الشمالية والجنوبية خصوصاً
    من المواد النفيسة كالفيروز والإمشست وغيرها.



    أخيراً وبسبب الانتشار للمسبحة الرخيصة بشكل عام
    والنفيسة بشكل خاص لإشباع بعض الطلبات، فقد تجدها اليوم في كثير من مدن العالم
    معروضة كما تعرض بقية السلع من كل نوع، بسبب ولع وإدمان لبعض الناس وإنها من حيث
    الكلفة في متناول مختلف الطبقات الاجتماعية بعد ازدياد إنتاجها من المواد الزهيدة
    الثمن والسريعة عند التصنيع.



    عناصر
    المسبحة ، موادها وتباين أجزاؤها




    المقدمة :


    تتألف
    المسبحة منذ القدم من قطع او حبيبات مصنعة من مواد مختلفة وهذه الحبيبات ذات عدد
    معين يكون في معظم الأحوال مبني على قاعدة أو اعتقاد محدد . بالإضافة إلى قطع
    المسبحة الأخرى المختلفة كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاث
    أقسام وقطعة ثالثة تسمى بالمنارة أو المئذنة يتجمع فيها طرفي خيط المسبحة ويعقد
    بعدها . وقد يكون خيط المسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية .
    إن ذلك يعني أن جميع مكوناتها مثقوبة تصلح لمرور الخيط فيها ، وفي أكثر الحالات
    تنتهي المسبحة من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة (أو
    الكشكول) مع دلايات إضافية من مواد الخيوط او المواد المعدنية النفيسة وغير
    النفيسة وبأشكال متنوعة .


    عموما
    يراعى عند صنع المسبحة ما يلي :


    • السهولة
      والمرونة التامة لمرور وتداول الحبات بالأصابع واتصافها بالنعومة والرقة عند
      ملامسة اليدويتم تصنيع الحبات لتلائم الاستخدام اليدوي في معظم الحالات .
    • تناسب
      حجم وشكل ووزن الحبات النوعي مع حجم وشكل ووزن المسبحة الاجمالي ، وبذلك
      تختلف المسابح حسب نوعية موادها ، ويُفترض في حملها راحة اليد بالنسبة للوزن
      .
    • يراعى
      متانة الخيوط أو الأسلاك أو غيرها كما تراعى ديمومة الخيوط ونوعيتها .
    • ضرورة
      صقل أوجه القطع والحبات بشكل عملي لمنع تكسرها أو انشطارها . ومن المؤثرات
      الإضافية الأخرى التي تحدد أوجه صناعة المسبحة وتؤثر على شكلها المنتج تأثيرا
      بالغا ما يلي :
    • نوعية
      الاستخدام حسب الطلب . فهناك الاستخدام الديني في التسبيح والتهليل والذكر
      وهناك الاستخدام الاجتماعي لغرض التسلية أو التعود أو المباهاة أو الهواية ،
      وهذه الاستخدامات تحدد عدد حبيبات المسبحة ، وشكلها النهائي أو حجمها .
    • نوعية
      المادة المستخدمة ، تتباين المواد المستخدمة من حيث صلادتها أو وزنها النوعي
      أو من حيث علاقتها بالخرافات والأساطير المرتبطة بمادة ما ، وبسبب الخصائص
      النوعية لبعض هذه المواد فقد يؤدي ذلك إلى تحديد مسبق أو غير مسبق لشكل
      المسبحة وطريقة صناعتها وشكلها النهائي .
    • مكان
      صناعتها او مكان استخدامها النهائي ، قد يفرض مكان الصنع شكلا معينا للمسبحة
      المنتجة أو لونا معينا وقد يتطلب الأمر مهارات موجودة في مكان ما قد لا تتوفر
      في مكان آخر ، كذلك قد يحدد الطلب على بعض الأنواع طريقة معينة للتصنيع .
    • الأوضاع
      الاقتصادية والمادية ، قد نفرض الأوضاع الاقتصادية والمادية نوعا معينا من
      التصنيع أو المواد حسب الزمان والامكانات . فكلما تحسنت الأوضاع المادية أقبل
      بعض الناس على طلب المسابح النفيسة والعكس صحيح ، وقد يرتبط إضافة إلى ذلك ،
      الذهب والفضة والجواهر النفيسة بالمسبحة كما هو حاصل في هذه الأيام ، على
      الرغم من أن غالبية المسابح المنتجة في هذا اليوم هي من النوع الزهيد .



    ومن القضايا المهمة التي أثرت
    على المسبحة وغيرها هي قدرة المعدات الصناعية أو المهارات الفنية التي يستخدمها
    الإنسان ، وقابلية هذا التطور الفني والتكنولوجي والعلمي على تلبية الحاجات
    للإنسان بأسعار معقولة .



    ففي عصر الثورة الصناعية والعلمية
    الفائت والمستمر إلى حد هذا اليوم أيضا تطورت وسائل الانتاج بدءاً من انتاج
    الاحجار الكريمة وشبه الكريمة وإلى ابتكار المواد المركبة والمصنعة ، فضلا عن دخول
    عصر البلاستيك والمواد المنتجة من البترول وقاعدة عريضة من المواد المتوفرة الأولى
    . كما وبرع الناس في هذا القرن في انتاج مواد مشابهة للمواد الطبيعية ، مما أتاح
    ازدياد عمليات التقليد والتزوير لكثير من المواد ، حتى أصبح التمييز والتفريق في
    بعض الأحيان أمراً في غاية الصعوبة .


    كذلك أنتجت المكائن الصناعية
    الحديثة والمخرطات الآلية السريعة والكابسات الكبيرة ، مما أمكن إنتاج المسابح
    بكميات تجارية غزيرة ورخيصة حسب نوع المادة .


    غير أن كل هذا التطور لم يمنع
    ، وإلى حد هذا اليوم من وجود صناعة يدوية حرفية للمسبحة في بعض الأقطار ، وإن كان
    البعض من الصناع يستخدم المكائن نصف الآلية في الانتاج كاستخدام الماتورات وغيرها
    .


    وتمر المسبحة في كل الأحوال
    المختلفة وحسب الطلب بمراحل معينة عند التصنيع القديم أوالجديد ، لا بد من أن
    نتطرق إليها كي يمكن الإحاطة الشاملة حسب عناصر التصنيع من جهة ومن جهة أخرى حسب
    نوعية موادها .


    قمنا بتوزيع هذا الموضوع على
    13 صفحة أدناه ، كل صفحة تشرح موضوعا معيينا وذلك للتيسير .



    (سوف نقوم بإدراج هذه الصفحات
    تباعا إن شاء الله)



    1 - أسباب إنتقاء المواد لصنع المسبحة


    تختلف
    الأسباب التي تؤدي إلى إنتقاء أو اختيار نوعا معينا من المواد إلى نوع آخر ،
    وخصوصا في الوقت الراهن ، على الرغم من عدم إمكانية فصل أسباب الإنتقاء بشكل محدد
    ، إذ يمكن أن يكون سبب الإنتقاء والاختيار واحدا أو اثنين أو كل الأسباب مجتمعة مع
    بعض . كما أن سبب الإنتقاء لتصنيع عناصر مواد المسبحة قد يختلف من زمن لآخر وقد
    يكون ، في بعض الأحيان ، الاستمرار في الصناعة لبعض المواد نظرا لارتباط الناس
    وحسب قناعاتهم بهذه المادة او تلك دون الأخرى .


    أ
    - أسباب دينية ، قدسية ، عقائدية أو موقعية :



    لقد أدت هذه الأسباب في بداية الأمر إلى تصنيع المسبحة
    من مصادر لها قدسية خاصة كما أن عناصرها في عهد الإسلام وعدد قطعها أصبح لها طابع
    خاص برقم مميز . فكما أشرنا آنفا ومنذ العصر العباسي (بالنسبة للمسبحة الإسلامية)
    فقد اختار الناس صناعة المواد للمسبحة من تربة النجف أو كربلاء سواء بلون التراب
    الطبيعي أو المصبوغ باللون الأسود أو المصنع على شكل حبيبات خزفية . كذلك فقد تم
    اختيار مادة اليسر من البحر الأحمر وتصنيعها قرب مكة المكرمة ، فضلا عن استخدام
    الصدف أو خشب أشجار الزينون ونواة الأثمار من مناطق قرب مدينة القدس المشرفة ،
    والأمثلة على ذلك كثيرة ، لتصنيع واختيار مواد المسابح قرب المراكز الدينية .
    وكذلك الحال بالنسبة للعقائد الصوفية وأصحاب الطرق وحركات الدروشة إذ اختيرت
    المواد التي تحمل طابع تقشفي مثل العظام والاخشاب والصدف والقواقع وغيرها نظرا
    لطبيعة العقائد لهؤلاء القوم . فظلا عن أعلاه ولغرض التسبيح فقد تحدد حجم وعدد
    حبات المسبحة حسب نوعية المستخدمين ، إذ أن عدد حباتها تحدد بعدد أسماء الله
    الحسنى (99 حبة زائدا الملحقات) والبعض من الناس من أتباع الطرق الصوفية أوصلها
    إلى (1000) حبة أو يزيد .




    عموما ، اقتضت الحال على ما نطلق عليه اليوم (بالمسبحة الدينية) أن تكون عناصرها
    من الحبات الصغيرة الحجم ، المتوسطة الوزن وبحدود 80 غراما كمعدل عام ، وإن كانت
    هنالك استثناءات لذلك ، وان ألوان المسبحة فيها صفات الوقار وعدم اختلاط الألوان ،
    وفي معظم الأحوال سيادة ألوان معينة كالأسود والأبيض أو ألوان المواد الطبيعية في
    الأرض وغيرها .


    ب
    - أسباب تتعلق بنوعية المادة ومواصفاتها بالنسبة للوزن النوعي والصلادة :



    ولغرض جعل حمل المسبحة باليد وتحريك حباتها بالأصابع مريحا فقد اتجه الصناع إلى
    استخدام بعض المواد التي لها خاصية ذلك ، مثل مواد الكهرب واليسر والصدف والأخشاب
    الثمينة كالصندل والأبنوس وكذلك مادة العاج والعظام والخ . . . . . حيث يستطيع
    الصانع انتقاء هذه المواد وتصنيعها بأحجام حبات صغيرة أو كبيرة أو حسب الطلب . أما
    المواد الحجرية الأصل أو الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والمرجان وغيرها فإن هذه
    المواد وعند التصنيع تلزم الصانع بناحيتين ، الأولى : أنها نادرة الوجود في أحجام
    كبيرة في معظم الأحوال ، والثانية : أن وزنها النوعي يحدد أحجام الحبات ويجعلها
    على نمط حبات صغيرة حفاظا على الوزن النهائي والاجمالي لقطع المسبحة بحيث تكون
    سهلة التعامل يدويا ولا تشكل ثقلا على اليد المستخدمة موفرة الراحة التامة.
    بالاضافة إلى الكلفة المفترضة إذا كانت من النوع الثمين .



    أما في الوقت الراهن فقد أمكن استنباط مواد مركبة جديدة مصنعة او مخلوطة وبالتالي
    أمكن التحكم بمسألة الانتاج بحيث أمكن انتاج مسابح ذات صفات شكلية مشابهة وأصبح
    بالامكان تلافي قضية الوزن النوعي ، على أن وجه المقارنة غير ممكنة بسبب اختلاف
    المنتوج الصناعي عن الطبيعي من حيث الكلفة .


    جـ
    - أسباب الانتقاء لمواد جرت العادة على استخدامها للصناعة :



    لقد اعتمدت بعض المجتمعات العربية الإسلامية على أنواع من مواد المسبحة فالحجاج
    لمكة تعودوا على شراء مسابح اليسر بأنواعه او المرجان وقام الصناع على انتاجها من
    تلك المواد . والطلب المعتاد على المواد المرغوبة في تركيا الزم تصنيع بعض المواد
    المتوفرة فيها محليا مثل حجر الأرض روم الأسود وحجر النارجين البني (وكلها متحجرات
    خشبية ذات وزن نوعي ملائم) كذلك انتجت المسبحة من مواد لها قيمة تاريخية ومعنوية
    كمادة الكهرب في استانبول والمانيا ومصر حيث اعتاد الناس على توقير هذه المادة لما
    لها من وزن مناسب ورائحة تنبعث عند الدعك ومعتقدات أخرى . وبعض الناس من تعود على
    تصنيع المواد ذات الاصل الحجري أو النباتي والخشبي والأمثلة هنا ليس لها حد .


    د
    - أسباب الطلب حسب حالة المجتمع الاقتصادية :



    لغرض تلبية بعض الطلبات الخاصة من الأثرياء أو الحكام فقد انتقيت بعض المواد
    الثمينة وأحيانا الثمينة جدا كالزمرد والياقوت والامشست والمرجان واللؤلؤ والكهرب
    والفضة والذهب والعاج وعين النمر واللابيس لازوليه وقائمة طويلة من نفائس الحجر
    والمواد ، تلبية لرغبة وجهاء القوم ، خصوصا في هذه الأيام إذ لم يترك حجر او مادة
    لم تصنع منها المسبحة .



    وبودنا القول هنا أن المسبحة دخلت إلى عالم الهدايا المقدمة والمناسبات لمختلف
    طبقات الناس ، سواء الغنية منها أو الفقيرة وإن كان طلب الغني أكثر تكلفة من الطلب
    الآخر . وقد اعتاد بعض الناس في الآونة الأخيرة على انتقاء مواد لم تكن معتادة على
    تصنيعها لغرض تقديمها كهدايا ومن عناصر نادرة كمادة قرن الخرتيت (وحيد القرن)
    ومادة البخور المعجون والذهب وبعض أنواع الأحجار شبه الكريمة والكريمة وغيرها مما
    أضفى على صناعة المسبحة طابعا جديدا .


    هـ
    - الانتقاء لمواد ارتبطت بالأساطير والخرافات والطب القديم :



    منذ القدم ارتبطت سمعة بعض المواد بالأساطير ، فمادة الكهرب لها قدرة على شفاء بعض
    الأمراض ، ومادة اليسر تطرد الهم ، والفيروز للشجاعة ، والعقيق لشفاء الجروح وطرد
    السموم ، والمشست لازالة الشحوم من البدن والخ . . . . . . . من الأساطير
    والخرافات . إن ذلك جعل لبعض المواد سمعة خاصة وبالتالي افرد لها طلب خاص في بعض
    المجتمعات ، ومن الغريب أن نجد في هذه الأيام وفي عالم اليوم الصاخب من لا يزال
    يؤمن بهذه الأساطير ويسعى إلى اقتناء المسابح التي تتكون من مواد خاصة يعتقد بها
    ويؤمن بها إلى حد الهوس أحيانا . (موقع الأرقام لا يستبعد أن تكون
    هنالك بعض الحقائق والصحة فيما يروه ويعتقده الناس من فضائل هذه الأحجار الكريمة
    التي هي هبة من الله وفرها لهم في هذه الأرض) .


    و
    - الانتقاء للمادة حسب جمالها وشكلها في الطبيعة أو حسب ندرتها أو سهولة أو صعوبة
    تصنيع المواد الطبيعية :



    من الواضح أن لهذا العامل تحديد مهم في عملية انتقاء المواد في الزمن السابق فكان
    الطلب كبير على المواد الحجرية والحيوانية وخاصة تلك التي لها جمال طبيعي يتحسن
    بالصقل والشطف ، إلا أن ندرتها أو صعوبة تشكيلها كان عائقا أمام تصنيع المسابح
    منها بيد أن تطور الأوضاع في القرن الحالي وتغير تكنولوجيا الصناعة والتعدين أتاح
    فرصا جديدة لم تكن متاحة في السابق . فالعلم طوع الاستخراج وتصنيع الأحجار بالشكل
    والكم والنوع المطلوب ، بل وشمل ذلك المواد الرخيصة أو المواد المركبة كيماويا
    واليوم تنتقي الأحجار والمواد وتنتج بأساليب حديثة ومبتكرة لم تخطر على بال ، وحيث
    أخذت مسابح اليوم شكلا متقنا ولم يعد صانع المسبحة يقلق تجاه موادها طالما توفر
    الطلب عليها ، بل قام بعض الصناع بابتكار أو انتقاء مواد جديدة لم يذكر التاريخ ان
    المسبحة قد صنعت منها على الاطلاق .


    2 - مراحل
    صناعة المسبحة ، وطرق التصنيع والتطعيم :




    وبعد الانتهاء من عملية انتقاء المواد المناسبة لصناعة المسبحة لا بد لنا ان نشير
    إلى أن عمليات الانتقاء في كافة مراحل التصنيع مستمرة وحتى وصول المسبحة إلى يد
    المستخدم النهائي .


    ولا بد للصانع من استقراء حجم
    الطلب النهائي ، للمسابح الزهيدة الثمن أو النفيسة ، لذا فإن عملية متابعة جملة من
    العناصر ، كما هي الحال في انتاج بقية انواع المواد المستخدمة من قبل الإنسان .


    ومن البديهي أن نذكر أن تزايد
    عدد السكان في العالم العربي والإسلامي أدى إلى تزايد الطلب عليها ، ومن نتائج هذا
    التزايد أيضا ارتفاع معدل الزوار والحجاج للاماكن المقدسة مع تطورات الأحاسيس
    الدينية ، ومع تقدم انتاج المواد الصناعية واستخدام الآلة في الزخرفة والتطعيم وفي
    الخراطة وانتاج حبيبات المسبحة بشكل متقن وسريع فإن ذلك أدى إلى ازدياد الطلب
    والانتاج والجدير بالذكر أن معظم مراحل صناعة المسبحة يعتمد على عنصر الخراطة أو
    الأساليب الفنية الحديثة في صب وسكب وكبس المواد والمعادن .


    ولغرض المقارنة فقد انتجت في
    الأزمنة القديمة مسابح باستخدام اليد بالكامل ومن دون استخدام أية وسيلة كالخراطة
    مثلا . فبعضها وخصوصا من الطين أو الخشب أو الأحجار نحتت نحتا وكونت الحبيبات ثم
    صقلت بأنواع من الحجارة الخشنة ، ومن ثم ثقبت الحبيبات ونظمت بالخيط أو ما شابه
    ذلك . إلا أن استخدام المخرطة سواء اليدوية أو الآلية منها أزال جهدا كبيرا من
    العملية اليدوية في الصنع وبصورة اكثر اتقانا وكفاءة . لذا فاستخدام اليد أو اسلوب
    الخراطة اليدوية يعتبره البعض اسلوب بدائي حرفي في صناعة المسبحة (من بعض المواد)
    وإن لم تزل بعض هذه الأساليب سائدة إلى هذا اليوم في بعض الأقطار الآسيوية
    والإفريقية .


    وفي بداية القرن العشرين وبعد
    أن تطورت الصناعة كما أسلفنا وخصوصا صناعة الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والتي
    دخلت عصر الانتاج الذهبي سواء الأصيل أو المقلد منها ، إلى الحد الذي استخدمت
    الأحجار الكريمة وشبه الكريمة في مجال الذرة والصناعة الخاصة بالإلكترونيات
    والكهربيات والآلات المغناطيسية والساعات وإلى سلسلة من معدات الحياة الأخرى .
    وبالتالي ساعد ذلك كله على ارتفاع تقنية التصنيع إلى حد أشبه بالكمال . ولذا تطورت
    الصناعة المتقدمة والآلية إلى الحد الذي أصبح انتاج الجواهر والمواد شبه الكريمة
    عملية آلية أوتوماتيكية كما أصبحت فيه منتجات الجواهر والأحجار اليدوية القديمة ،
    توضع بالمتاحف وان تعتبر تحفا لماض عريق وثروة لا تقدر بثمن ، وكذلك الحال بالنسبة
    للمسابح القديمة من المواد الثمينة .


    إن هذه الصناعة تمر بمراحل
    معينة ، بعد عملية الانتقاء الأولية وتحديد الطلب الأوّلي والذي سبق وأن ذكرناه
    آنفا (خلال هذا القرن) وكما يلي :
    (اختر الموضوع من الجدول أدناه بالنقر عليه) .




    أ - انتقاء المواد والأحجار وتناسق اللون والوزن والنوعية (Selection)


    بعد
    حصول الصناع على المواد الأولية حسبما ذكرنا آنفا في مجال الانتقاء الأولي الأساسي
    ، هناك انتقاء لاحق ثاني من قبل الصناع والحرفيين وتعتبر عملية الانتقاء هذه مكملة
    لعملية الانتقاء الاولي ، والواقع أن هنالك شبه تخصص في هذا المجال لأن غالبية
    صانعي المسابح ينقسمون إلى ثلاث فئات : ، الفئة
    الأولى : وهي المجموعة التي تهتم بمعالجة المواد المصنعة أو الأولية الرخيصة
    وتشمل انتقاء أو تركيب أو شراء المواد المحلية المتوفرة ، وهنا تدخل مواد مختلفة
    مثل مواد الأتربة والخزف والزجاج والأخشاب وبذور النباتات وعظام الحيوانات واليسر
    والمتحجرات المختلفة ، فعلى سبيل المثال تقوم هذه الفئة باختيار وتركيب بعض المواد
    أو المواد البلاستيكية على شكل أعمدة اسطوانية مختلفة الأقطار والطول وحسب الحاجة
    حيث قد يكون معدل قطر العمود ما بين 4 - 14 ملم ، كما يكون معدل طول الأعمدة
    متباين حسب نوعية المادة ، وتقوم بعض المحترفات والمحال بهذه العملية في العراق
    ومصر وغيرها . إن اختيار الأعمدة ذات الأقطار المعينة والألوان المطلوبة يمثل
    المحدد المهم لحجم وشكل الحبيبات وشكل المسبحة في نهاية الأمر .



    كما يقوم فئة هؤلاء الصناع على صناعة حبيبات الخرز من الطين والخزف وقد توضع في
    أفران خاصة وقد يصبغ المعجون الأساسي لمكونات هذه المواد بالألوان أو المواد
    الزجاجية في هذه المرحلة أو في مرحلة لاحقة .



    أما الأخشاب والبذور والعظام فيتم اختيارها حسب الألوان والغلظ والأحجام المناسبة
    وتنظيفها من الشظايا والزوائد تمهيدا للمرحلة الأخرى ، وتقوم بمثل هذه الأعمال
    محترفات أو أناس بصفة شخصية في مصر والقدس والعراق وتركيا والهند والباكستان
    وغيرها .



    الفئة الثانية من الصناع : هي الفئة التي غالبا
    ما تتعامل مع المواد الغالية نسبيا أو النفيسة والنادرة مثل اليسر والكهرب والعاج
    والمرجان وأنواع أخرى من هذه المواد . حيث تقوم على سبيل المثال بانتقاء الأغصان
    الجيدة من مادة اليسر الأسود مثلا ومنها ما تستخرج محليا من مغاصات البحمر الأحمر
    أو الخليج العربي وتقسم حسب غلظ الأغصان وصلادتها ونقسيمها إلى أغصان عادية ولب
    اليسر (وهو مفاصل الأغصان) .كما يقوم بعض أعضاء هذه المجموعة بتحويل عقود الكهرب
    النسائية أو مكعبات الكهرب القديمة وتقسيمها حسب اللون تمهيدا للمرحلة الثانية .
    كما قد يقوم هؤلاء باختيار مقاطع العاج المناسبة وأحجار المرجان حسب اللون
    والصلادة وتنظيفها .



    الفئة الثالثة : هي المجموعة التي تشمل قسما من
    الصناع الذين يهتمون بانتقاء مواد محلية غاية في النفاسة أو استيراد المواد من
    خارج المنطقة لعدم توفرها محليا ، وبعض هؤلاء الصناع تركزت صناعتهم في خارج
    المناطق العربية أو الإسلامية . أما الفئة التي تتوطن في المنطقة فهي تختار مواد
    مثل الذهب والفضة واليسر والعاج والمتحجرات والفيروز والبازهر والصندل والأبنوس
    وغيره . وكمثال فيما يخص مادة الفيروز أو البازهر يقوم المختصون بتقسيم المواد
    (الأحجار) حسب اللون والحجم والصفا والتأكد من عدم وجود الشوائب والشقوق وسيادة
    الألوان المطلوبة في السوق ، وتتركز الصناعة هذه في مصر وإيران وتركيا والمغرب
    وأفغانستان والهند وغيرها .



    الفئة الخارجية : في هذه
    الفئة تقوم صناعتها في الدول الأجنبية التي تتوافر فيها المواد والخام (وقد لا
    يتوافر فيها ذلك) مثل الدول الأوربية وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية ، فعلى سبيل
    المثال : تقوم صناعة مسابح الكهرب الرئيسية في ألمانيا وروسيا وبولندا وغيرها .
    وأثناء تجوالنا عند أماكن صناعتها في بولندا سواء العلنية منها أو السرية وجدنا أن
    انتقاء المادة يتم بعد وضع الخام المكتشف أو المستخرج في أكياس ذات وزن بحدود 1
    كغم وأحيانا يزيد عن ذلك ، ويتم الاطلاع على محتويات الأكياس بنظرة متفحصة لمعرفة
    الأحجام المعروضة والألوان الموجودة ، وأسعارها تقل في أغلب الأحوال عن نصف قيمة
    المواد المصنعة منها مع تقدير الفارق بين أنواع الكهرب .



    وفي نفس الاقطار التي أشرنا إليها في هذه المجموعة يقوم الصناعيون باختيار مجموعات
    من الأحجار شبه الكريمة كالعقيق وعين النمر وحجر النار وغيرها ، بالشكل الذي يضمن
    تناسب الأحجام والألوان وخلو الأحجار من الشوائب المؤثرة والشروخ والمواد الترابية
    . وبعض المواد النادرة الاخرى مثل الأمشست والياقوت والتوباز . وبعض البلورات
    النادرة تباع بالقيراط .


    ب - القطع والتثقيب (Cutting , drilling)


    في هذه
    المرحلة من التصنيع تتشابه من حيث فئات الصانعين كما في المرحلة السابقة ، ولعل
    السبب الرئيسي يعود إلى التخصص وإلى اختلاف القطع أو تركيب المواد الموجودة في
    الطبيعة أو تلك التي يقتضي إجراء تصنيع تحويلي لها مثلها مثل الصناعات التحويلية
    الأخرى ، لذلك تختلف طرق القطع والتثقيب ووسائلها إلى حد ما وقد تختلف مناشير
    القطع وآلات التثقيب لكل مادة أو قد تتشابه . ففي حالة الفئة الأولى وهي المسابح
    الرخيصة أو المصنعة محليا ، يتم تحديد شكل أو حجم أو قطر الحبيبات مع الملحقات
    (الفواصل والمنارة) أولا ليكون متناسبا مع حجم المؤاد المصنعة أو الأعمدة لتلافي
    الخسائر الانتاجية من المخلفات ما أمكن .



    ففي حالة الأعمدة أو المواد المصنعة تقطع بواسطة المناشير اليدوية أو الآلية إلى
    قطع تكون أقطارها مساوية تقريبا لحجم وقطر الحبات والملحقات المزمع انتناجها ،
    وبعد ذلك تثقب بمثاقب مختلفة حسب نوع المادة وصلادتها الموعية . علما ان بعض
    المواد المتنوعة تكبس بمكابس خاصة أو تصب في قوالب خاصة تكون مناسبة لحجم القطع
    المزمع انتاجها أيضا .



    كذلك ومن مواد هذه الفئة الأخشاب أو العظام والتي تقطع بالمناشير حسب الأحجام
    المطلوبة وإن كانت سماكة بعض العظام كعظام الجمال والحيتان تحدد مسبقا حجم الحبات
    المتاح والممكن . أما مواد الفئة الثانية ، وهي الأغلى والأنفس مثل اليسر والكهرب
    القديم المشغولة سابقا والعاج أو غيرها ، فغن عملية تقطيع اليسر مثلا تتم
    بالمناشير اليدوية البسيطة أو الآلية في هذه الأيام وبحجم يقارب حجم الحبة
    المطلوبة ثم تثقب بمثاقب بسيطة نظرا لطواعية هذه المادة أو مثيلاتها ، أما بالنسبة
    لقطع الكهرب فيتوجب دراسة حجم القطعة ومعرفة عدد الأحجار أو القطع الناتجة بعد
    القطع ، حتى يمكن تقليص حجم المخلفات التي تنجم عن هذه العملية نظرا لنفاسة وكلفة
    هذا الحجر ، وبعد ذلك تقطع حسب المطلوب ، حيث يراعى معرفة لون الحجر بعد القطع
    لتلافي تأثيرات لون سطح القطعة القديم وقد تستخدم المناشير الدقيقة أو الرفيعة
    السمك مع سكب الماء أو الدهون المخصصة مراعاة لعدم تأثير الحرارةالناجمة عن القطع
    والذي قد يؤدي إلى انشطار القطعة أحيانا أو حدوث توسع للشروخ القديمة الطبيعية
    وهكذا ، وهنالك تفصيلات للمواد الأخرى لا مجال للتوسع فيها في هذه المرحلة .



    الفئة الثالثة من المواد وهي الفئة التي تصنع منها الأحجار الأكثر نفاسة والأصعب
    عملا ، من خارج وداخل الوطن العربي والامة الإسلامية كما أسلفنا سابقا .



    ولو أخذنا بعض التفصيلات كمثال ، لتبين لنا سعة التفصيلات الممكنة لكل نوع من
    المواد ، فالفيروز مثلا ولكثرة الشوائب فيه يعامل معاملة خاصة حيث تدرس كل قطعة
    مستخرجة بعناية لمعرفة تفاصيلها وكمية الشوائب وتأثير العروق الطبيعية فيها وبعد
    ذلك تقطع ، وقد يتم التقطيع بأساليب بدائية أو متقدمة حسب ما رأينا في محلات تصنيع
    الفيروز في إيران ومصر وغيرها وقد تستخدم المناشير الدقيقة جدا في ذلك أو الأحجار
    الأكثر صلادة والمدببة ، وفي أحسن الأحوال تتخلف عن القطع مخلفات كثيرة مما يزيد
    في كلفة الناتج النهائي .



    أما الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة ، فبعضها يقطع يدويا بدقة عن طريق معرفة مسار
    القطع الطبيعي في كل قطعة مثل الياقوت والتوباز والاكوامارين مثلا وتستخدم المثاقب
    ذات الرؤوس الماسية لثقب هذه الأحجار في هذه الأيام ، بعد أن كان تقطيعها أو ثقبها
    يعتبر من العوائق العامة عند التصنيع في مراحل سابقة .



    كما وتعامل أحجار أخرى مثل عين النمر والمتحجرات الطبيعية والعقيق والبلورات
    الحجرية وإلخ . . . . . معاملة خاصة ، حيث هيئت في هذه الأيام مناشير دقيقة يدوية
    وآلية ذات حد ماسي قاطع (قد يكون من الماس الصناعي المنتج والمكتشف صناعته خلال
    هذا القرن) . وبعد مراعاة الحرارة الناجمة أثناء عملية القطع تجري عملية التثقيب
    أحيانا وأحيانا أخرى تثقب الأحجار بعد عملية الخراطة وتدوير شكل الحبات في المرحلة
    اللاحقة ، وتستخدم هذه الأيام المثاقب الماسية الرأس أيضا .



    إن ما أوردناه أعلاه ما هي إلا أمثلة موجزة جدا قدمت كدليل عما يجري في هذه
    المرحلة ، ولا يعني ذلك أن ما سردناه يعتبر منطبقا على كل الأحجار والمواد
    المستخدمة للمسبحة عند مرورها في هذه المرحلة من الصناعة ، نظرا للاختلاف الشاسع
    بين مواصفات مختلف المواد فنيا والتي تقتضي تخصصا في أغلب الأحيان أو خبرة مكتسبة
    عند التعامل معها ، والواقع فإن انتاج المسبحة من كل حجر عملية متكاملة وقد
    قسمناها إلى مراحل لغاية التوضيح لا غير .


    جـ - الشطف والتنعيم والخراطة (Turning , grinding , crafts)


    إن بعض
    المواد الداخلة في صناعة المسبحة لا تحتاج إلى عملية الخراطة إذ ينتهي العمل بمجرد
    أن تصنع مثل حبيبات الخزف أو المواد الترابية أو الكيماوية المصبوبة أو المكبوسة .
    إلا أن طائفة كثيرة من المواد المصنعة للمسبحة تمر بعملية الخراطة ولذلك عولنا على
    الدخول في بعض التفصيلات عنها مع الحذر الشديد كي لا نبتعد عن نسق وأهمية الموضوع
    الذي بين أيدينا .



    وقد لوحظ أنه وقبل عملية الخراطة وفي أغلب الأحوال ولمعظم المواد تجري عملية أولية
    وهي ما نطلق عليها بالشطف أو التدوير والتنعيم ، حيث تجري إزالة الشوائب الناتئة
    بعد القطع أو المواد السطحية المعلقة أو المناطق الحادة والبارزة وتقريب شكل
    القطعة إلى أقرب ما يكون من شكل المنتج المطلوب ولو بصورة خشنة . وقد تستخدم
    المهارات اليدوية أو الميكانيكية القديمة أو الحديثة في ذلك ، ومعظم صانعوا
    المسبحة يشطفون المواد وينعمونها بواسطة الأحجار المسننة أو الاسطوانات الخشنة أو
    بالتعامل الكيماوي أو الحراري أو غيره للوصول إلى هدفهم في تنظيم شكل المادة كي
    تكون صالحة للخراطة وحسب مواصفات كل مادة .



    وبسبب الأهمية النسبية لفئة عريضة من مواد المسبحة لصناعة الخراطة وتطورها فقد
    ارتأينا بسبب ذلك الولوج في شيء من التفصيل حول هذه الصنعة لاعطاء القاريء ولو
    لمحة بسيطة عنها . على الرغم من أن بعض الآلات القديمة تستحق عناية أكثر في
    التحليل لما أفرزته آلة المخرطة القديمة من تحف كالمسبحة والأثاث كَفنّ الارابيسك
    في مصر وبلاد الشام والعراق وتركيا ، كما تجدر الإشارة إلى أن صناع المسبحة في
    الزمن السابق ، وإلى حد ما في الزمن الحالي ، ينتجون المسبحة من قاعدة كبيرة من
    المواد بواسطة المخرطة القديمة أو الحديثة وفي هذه الحالة يتلاقى مصنعو الفئات
    الثلاث للمواد المختلفة والتي تطرقنا إليهم في ما سبق .

    زيوس
    زيوس

    المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية Stars13


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 1634
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010
    المزاجشاعري

    حصري رد: المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية

    مُساهمة من طرف زيوس الأربعاء مايو 26, 2010 3:35 am


    الخراطة
    (Turning)




    صنعة الخراطة صنعة قديمة جدا منذ أن تمكن الإنسان القديم من انتاج مواد ومصنعات
    مختلفة تمتاز بكرويتها أو شكلها الاسطواني أو المنتظم التحزيز . ولم تتغير صنعة
    الخراطة حتى مقتبل القرن العشرين عندما دخلت أدوات التصنيع والتطورات الفنية
    والعلمية حيث غيّر هذا التطور من كفاءة هذه الآلة القديمة . فالمخرطة اليدوية
    تتألف من الأجزاء التالية التي يستعين بها الخراط على انتاج حبيبات المسبحة أو
    المواد الأخرى .



    الجزء
    الاول :
    يتكون من
    مسندين قائمين متشابهين ومتوازيين ، ويرتبطان في معظم الأحوال بقاعدة أو مثبت على
    الأرض أو على أجزاء أخرى . وفي معظم الأحوال تكون مادة المسندين من الخشب أو من
    بعض المواد الأخرى المناسبة . وبشكل عام يتقابل المسندان وجها لوجه على مسافة
    معقولة من بعضهما قد تزيد أو تقل عن القدم الواحد (في حالة صناعة المسبحة) وقد
    تبعد أو تقرب المسافة بينهما أحيانا حسب حاجة الخرّاط . كما وتعمل فتحتين في أعلى
    المساند يتحدد مقدارها بقدر قطر المحاور . وتتصف الفتحات بلزوجة محورية أو مصنعة
    بشكل يتيح للمحاور الأفقية الدوران السهل ولكن غير المهتز ، وقد تثبت أحيانا على
    المساند معدات أخرى .



    الجزء
    الثاني :
    هو محوري المخرطة المشار إليهما آنفا ، وقد يكونان من الخشب
    أو من مواد أخرى ويكون شكلهما مشابه للأعمدة الأفقية أو الاسطوانات ذات أقطار
    متناسبة مع الفتحات المسندية وقد يكون الدوران الأفقي لأحد المحاور ثابتا ، ويتحرك
    المحور الآخر سائبا بالشكل الأفقي وإلى حد ما ، وهذا المحور الأخير يحدد طول
    الحبات المنتجة ، ويمتاز أحد طرفي كل محور بشكله المخروطي أو الدقيق أو المركب
    عليه وسائل أخرى بشكل يسمح فيه ان يتم إدخال هذين الطرفين في ثقوب أو تحزيزات
    الحبيبات التي يريد الخرّاط صناعتها .



    الجزء
    الثالث :
    من المخرطة البدائية يتكون من قوس خشبي وقد يكون من قصب خاص
    أو من مواد أخرى متصل بنهاية كل طرف منه بخيط من القماش أو الجلد أو القطن أو
    أمعاء الحيوانات وما شابه ذلك ، ويلف وسط الخيط على أحد المحاور وخصوصا ذاك الثابت
    المتحرك أفقيا . وباستخدام اليد يحرك القوس بدفعه إلى الامام وإلى الخلف لتنظيم
    دوران احد المحاور الأفقية والذي بدوره يحرك القطعة من المادة المنوي خراطتها
    وبنفس السرعة .




    وقد يستعاض عن استخدام القوس المذكور آنفا بتركيب عجلة محورية على أحد طرفي
    المحاور الخارجة من أحد المساند ، وتربط العجلة أما بحزام جلدي أو عجلة مسننة أخرى
    ، يرتبطان بدورهما بعملية محورية أخرى تتيح دوران العجلات ومن ثم المحاور وذلك
    باستخدام أحد أقدام الخراط كما هي الحال في آلة صنع الخزف المعروفة .



    الجزء
    الرابع :
    ويشمل الآلات الأخرى اللازمة لعملية الخراطة ، وتتكون من
    أزاميل مختلفة الأشكال والأنواع قد تكون من الحديد او النحاس أو من رؤوس بعض
    الأحجار المسننة أحيانا .




    وعملية الخراطة تعتمد أساسا على مهارة الخراط وكفاءة المخرطة نفسها ، إذ توضع
    القطعة المراد خرطها وتدويرها بين رؤوس المحاور الأفقية الداخلية ومن ثم يتم تدوير
    المحاور باليد عن طريق استخدام القوس المشار إليه سابقا أو بالرجل باستخدام
    العجلات المرتبطة بالمحور ، وبعد إجراء عملية دوران المحاور تتحرك القطعة بنفس
    السرعة وباستخدام رؤوس الأزاميل يتم خرط القطعة بالشكل الذي يرتأيه الخراط لجعل
    شكل الحبات مناسبا للمسبحة أو غيرها أحيانا ، ويراعى كذلك لبعض المواد عند خرطها
    عدم إرتفاع حرارة القطع المصنعة عن طريق سكب قطرات الماء أو مواد أخرى لتخفيف
    الحرارة الناجمة . ومن الطريف أن جلوس الخراط خلف مخرطته البدائية وتحريكه للقوس
    أو العجلة وإجراء عملية الخراطة بهذه الطريقة لا تزال صورتها ماثلة للعيان وقد تجري
    فعلا خلال هذه الأيام وخصوصا في مصر والعراق وبعض الدول الآسيوية الأخرى .




    حاليا أجريت تحسينات هائلة ومتقدمة على المخرطة البدائية بإضافة أجزاء حديثة إليها
    كالمحركات الكهربائية السريعة الدوران جدا والهادئة الاهتزاز بعد إضافة عجلات
    وأحزمة ناقلة للسرعة وتجدها هذه الأيام في بعض الدول كتركيا ومصر والعراق وإيران
    والباكستان والهند وغيرها .




    وتقوم المكائن الحديثة بخراطة وتصنيع حبيبات المسبحة على مختلف أنواعها وبالأشكال
    المطلوبة والمرغوبة وإن كان معظمها يتألف من حبيبات مسابح البلاستك أو المواد
    المركبة كيماويا أو المقلدة للأحجار شبه الكريمة فضلا عن المواد من الأحجار شبه
    الكريمة مثل العقيق وعين النمر ومختلف أنواع البلوريات الصخرية كما ستوضح أنواعها
    ما أمكن في الفصول القادمة .




    ولا بد أن نوضح كما رأينا في تايوان أن هذه الصناعة من الاحجار شبه الكريمة لها
    سوق رائج وتصدر حاليا إلى كافة الدول العربية والإسلامية وحتى إلى الدول الأوربية
    ، وبعض المكائن للخراطة لهذه المواد والحديثة جدا تستخدم الحاسوب في الوصول إلى
    أرقى درجات الكفاءة في الانتاج .




    وعلى الرغم من دقة الصنعة في المكائن الحديثة وتزايد سرعة الانتاج للأغراض
    التجارية وتزايد الطلب ، إلا أن صناعة المسبحة ومن كافة المواد بالطريقة القديمة
    للخراطة مع مهارة الخراطين لا تزال تمثل لنا حرفة جميلة انتجت روائع القطع القديمة
    وهي تمثل في الواقع ارثا رائعا نامل أن لا يندثر كبقية الفنون الحرفية الاخرى فعلى
    سبيل المثال ، لا يمكن مقارنة المسبحة المنتجة باليد مع تلك المنتجة بالآلات
    الحديثة . بالرغم من كمال الانتاج المتقن إذ أن الصانع القديم للسبحة أضاف من روحه
    وخياله وفنه عند انتاجه للمسبحة محاولا الوصول إلى الانتاج المتقن وبذلك ترى تنوع
    الانتاج والخراطة حتى بالنسبة إلى النوع الواحد من المادة كمسابح الكهرب واليسر
    والمتحجرات القديمة وغيرها . وبعض الانواع المنتجة القديمة لا يمكن أن تجد لها
    توأما بنفس النوعية وطريقة الخراطة أو التصنيع ، فهي بهذه الحالة تعتبر تحفا غير
    مكررة في بعض الحالات ، بينما يتشابه انتاج اليوم من المسابح ذات اللون الواحد أو
    الشكل الواحد إلى حد كبير مما أفقدها بعض الشيء من جمالية التراث المعهود والصنعة
    اليدوية . كذلك لم يعد في أحيان كثيرة ، الطلب عليها فرديا ، بل أصبح الطلب
    والانتاج جماعيا ولكافة الطبقات والامكانات . كذلك بودنا القول ان صناعتها من
    المواد النفيسة جدا مثل الياقوت والامشست وغيره ، يتم حاليا أيضا بمكائن متطورة
    مما ساعد على التخفيف النسبي لأسعارها وإن كانت لا تعتبر حرفة تراثية من حيث الضفة
    .



    د - الصّقل والتركيب وإضافة الملحقات


    (Polishing and Final Construction)



    تعتبر هذه المرحلة ، مرحلة مهمة أيضا ، من مراحل
    الانتاج ، فهي تظهر الألوان وتنعم سطوح الحبيبات وتعطيها مظهرا براقا أو لامعا مما
    يضفي على المسبحة صفتها الجمالية المطلوبة .




    وتختلف طريقة ومادة الصقل هنا أيضا ، حسب نوعية المادة المراد صقلها ، فبالنسبة
    للمواد الرخيصة وبعض المواد من الأحجار شبه الثمينة أو غيرها قد يتم الصقل على
    المخرطة نفسها يدويا أو آليا ، وأحيانا تستخدم اسطوانات ومعدات صقل كبيرة في حالة
    الانتاج الواسع ، كما قد تستخدم الكرات المعدنية المجوفة بوضع الحبات في داخلها مع
    إضافة بعض المواد الكيماوية أو تغيير درجة الحرارة وقد يكون كليهما معا في عملية
    الصقل للحبات عن طريق تحريك الكرة المعدنية بطريقة دائرية متباينة لضمان صقل أسطح
    الحبات من كافة جوانبها .




    عموما فإن معظم صناع المسابح هم من منتجي الفئة الأولى الذين ذكرناهم سابقا والذين
    يتوطنون في مناطق الوطن العربي وبعض الدول الإسلامية (تركيا والهند) وغيرها ، ممن
    يستخدمون آلة المخرطة لصقل الحبات على نفس الآلة باستخدام الأقمشة الثقيلة أو قطع
    الجلد المدهونة أو ببعض مواد البلاستك أوغيرها . وبسبب القاعدة العريضة لتنوع
    المواد الداخلة في المسبحة اليوم فإن لكل مجموعة من المواد طريقة خاصة في الصقل
    والتنعيم وصولا إلى المرحلة النهائية . ويجدر الذكر هنا أنه كلما كانت عملية الصقل
    واضهار اللون والتموجات الطبيعية متقنة فيها كلما زاد الإقبال على المسبحة من هذا
    النوع ويزداد سعر المسبحة تبعا لذلك ، حيث أن اجادة عملية الصقل يوفر سلاسة ونعومة
    لحبات المسبحة مما يوفر مرونة إضافية لانسياب الحبات بالأصابع وسهولة انزلاقها في
    الخيوط بع اجادة عملية التثقيب المناسبة والتي يكون خط ثقبها قائما مع أقطار الحبة
    عند وسطها تماما . وإذا ما أمكن الاطلاع على مواصفات المواد التي تصنع منها
    المسبحة اليوم ، وهو ما سيأتي بعد حين ، يمكن تصور الطرق المعقدة الخاصة بالصقل
    حسب كل مادة .




    كما توجد بعض الاستثناءات في طرق الصقل ، فبعض الحبيبات والملحقات تكون أشكالها
    كمثل حبات الماس من حيث شكل التقطيع السطحي المضلع ، أي ان الحبة الواحدة تحوي
    أسطح مضلعة عديدة ، تعكس الأشعة والأنوار وتبدو كمظهر الماس كمسابح الكهرب والجيد
    والعقيق والكريستال الصخري والبلوريات إلخ . . . . . فهذه الأنواع تحتاج إلى
    معاملة خاصة في الصقل قد لا تتشابه أحيانا لما ذكرناه وقد يقتضي الحال صقل الأسطح
    بعناية مركزة مما يستوجب في نهاية الأمر سعرا مرتفعا . أما المسبحة ذات الحبات
    المضلعة والماسية الشكل والرخيصة مثل الزجاج أو غيره فإنها تكبس بهذا الشكل وحسب
    طرق تصنيع الزجاج المعروفة .




    وفي كل الأحوال وعندما تنتهي عملية الصقل فإن بعض الحبات من بعض المواد تحتاج إلى
    عملية تنظيف ومسح أخرى ، جراء مما علق بها من مواد كيماوية أو دهنية أو غيرها مثل
    حبات الكهرب والتي تغسل بمواد الصابون غير الكيماوي على سبيل المثال . وهناك أيضا
    استثناءات لهذه الحالة فمواد الخشب وبذور الثمار ومادة اليسر وبعض المواد الأخرى
    على سبيل المثال قد تحتاج إلى دهون خاصة حسب كل مادة لابراز جمالية اللون والتشكيل
    الطبيعي وزيادة البريق عند ملاحظة اختفاء البريق بعد عملية الصقل كما أوضحناها .
    فاليسر مثلا قد يحتاج إلى زيوت نباتية لغرض التلميع ، والخشب قد يحتاج إلى بعض
    المواد الدهنية الأصل للغرض السابق وهكذا .




    وبعد الانتهاء من عملية الصقل تمرر الخيوط في حبات المسبحة وحسب العدد
    المطلوب مع الفواصل والمنارة وقد تضاف في أغلب الأحيان إلى نهاية المئذنة وعند
    مكان عقد الخيوط النهائي قطعة أخرى لغرض التجميل ، وبذلك تصبح معدة للاستعمال
    الشخصي أو البيع .



    هـ - الزخرفة والتطعيم (Decoration andinlay)


    تعتبر هذه
    العملية على حبات المسبحة ، عملية استثنائية من ناحيتين ، الأولى كونها تشمل جزءا
    قليلا من ما ينتج والثانية ، إن عملية الزخرفة أو التطعيم لا تصلح لكل المواد التي
    تنتج منها المسبحة وقد تتناول عدد محدود من المواد التي تصنع منها .




    ويكاد فن الزخرفة والتطعيم يتركز على مواد العظام والعاج واليسر والمرجان وكافة
    أنواع الأخشاب العادية وبذور بعض الثمار أو بعض المتحجرات بالإضافة إلى تلك
    المصنعة من الذهب والفضة أو الملحقات من الذهب والفضة وغيرها . أما الأحجار شبه
    الكريمة فإن ألوانها الطبيعية قد تعوض عن إجراء مثل هذا العمل فضلا عن صعوبته
    واحيانا استحالته ، ما زخرفة حجر الجيد والمرجان بالطريقة الصينية .




    ولقد برعت كثير من الشعوب ومنذ القدم بفن الزخرفة والتطعيم وخصوصا الشعوب التي
    شهدت عصور الحضارات القديمة في وادي الرافدين ووادي النيل وبلاد الشام ، وبذلك فإن
    عمر هذا الفن قد يزيد على خمسة آلاف عام ، كما سبق وأن تطرقنا إلى ذلك في مجال
    تطور صناعة المسبحة في التاريخ .




    فالتماثيل المنتجة من الأحجار ، والمعدات للزينة أوغيرها والمصنعة من العظام
    والعاج والأخشاب قد زينت وطعمت أو زخرفت وقد يكون التطعيم بأسلاك الذهب أو الفضة
    أو الأحجار الثمينة الأخرى والذي يعتبر من الأصول الفنية والإرث الحضاري الذي برعت
    فيه الشعوب العربية والإسلامية . ولو ركزنا على صناعة اليوم الحرفية في هذا المجال
    لوجدنا أن فن الزخرفة والتطعيم يمتد إلى نواح عديدة من أشكال المعدات التي
    يستخدمها الإنسان بدءا من الأثاث والبناء والمجوهرات والمعادن النفيسة وإلى أنواع
    معينة من المسابح .




    ولو أخذنا مجموعة العاج والعظام واليسر والاخشاب لوجدنا أن بعض المسابح المنتجة
    منها زخرفت ورسمت وحفرت أسطح حباتها وبعد ذلك أدخلت في شقوقها خيوط أو أسلاك الذهب
    والفضة والنحاس واحيانا أخرى خرمت وثقبت حباتها وأدمجت فيها بعض حبيبات الأحجار
    الكريمة كالفيروز أو الياقوت أوالمعادن أو غيرها ، كل ذلك بطبيعة الحال حسب الرسوم
    المخططة على وجه الأسطح من الحبات والتي قد تمثل أشكالا متعددة . وكمثال فقد يزخرف
    المرجان الأحمر والوردي وينحت على أسطح الحبات أشكال لزهور أو مزخرفات أخرى جميلة
    ، أو كمادة كالبخور المعجون مثلا قد تزخرف حبات مسبحته بخطوط متوازنة جميلة تساعد
    على تصاعد الرائحة العبقة عند التسبيح والاستخدام .




    أما مسابح الفلزات مثل الفضة والذهب فإن بعض الدول كالصين ومصر والسعودية والعراق
    وتركيا اشتهرت بإنتاجها وخاصة تلك المطعمة حباتها والمزخرفة بمادة الميناء السوداء
    أو الملونة وبأشكال متنوعة أو كتابات في غاية الطرافة والنفاسة أو التقديس ، وقد
    يمتد فن الزخرفة والتطعيم إلى صناعة الشرابات والدلايات الملحقة بها حسب فن كل
    منطقة . وبطبيعة الحال ، وبسبب الطابع الديني القديم للمسبحة فقد زينت بعضها
    وزخرفت وطعمت بالذهب أحيانا أو بالفضة في أكثر الأحوال ، مثل كتابة لفظ الجلالة
    (الله) تعالى على أوجه حبات المسبحة او (أسماء الله الحسنى أو بعض الدعوات
    للتبارك) ، ومن المواد التي شملها هذا التطعيم اليسر والعاج والأبنوس وأحيانا
    الفضة أو غيرها . واشتهرت أماكن عديدة بذلك لعل على رأسها ، منطقة خان الخليلي في
    القاهرة ، ودمشق في سوريا ، ومنطقة النجف في العراق ، ومدينة مكة المكرمة . وامتد
    الأمر وأصبحت تايوان وهونق كونق تستخدم نفس طرق التطعيم ، وقد يكون فن الزخرفة
    أحيانا ينبع من مهارة الصانع في دمج الألوان المختلفة من نوع واحد ، مثل ذلك في
    لصق لونين من مادة الكهرب متشابهين في كل حبة من حبات المسبحة مما يكسبها منظرا
    جميلا .




    أخيرا فإن الزخرفة والتطعيم المضاف إلى صنعة المسبحة يرفع من أسعارها كثيرا وقد
    يصبح بعضها في غاية الندرة إذا ما أتقن ذلك أو أضيف إلى تطعيم الأحجار الكريمة أو
    ما شابهها ، وأعيدت عملية الصقل ثانية على المسبحة لضمان الملمس الناعم . ويراعى
    عند التطعيم أن يكون ملمس الحبات ناعما وليس خشنا كي تسهل عملية التسبيح وإن كان
    بعضها ليس كذلك وصنع لأجل المباهاة أو التفاخر أو بسبب قلة خبرة ودراية الصانع .


    3 - أشكال المسبحة ، عدد
    الحبات وشكل الملحقات الأخرى
    المقدمة : نعالج في
    هذا الجزء الصفات العامة للمكونات سواء من حيث شكلها العام أو شكل وحجم وعدد
    الحبات ، فظلا عن بعض التفاصيل في ملحقاتها كالمنارة والفواصل والشرابات والدلايات
    والخيوط وغير ذلك .




    إن المسبحة الدينية أو تلك الخاضعة لحكم التسلية واللهو أو قضاء الوقت ، تتألف من
    أعداد معينة من الحبات والقطع الإضافية منظومة بالخيط يُستفاد منها في تداول
    الأصابع للحبات بوتائر حركية منتظمة أو غير منتظمة . ويُفترض في هذا المجال أن
    تكون الحبات متساوية الشكل والحجم والنعومة عند اللمس كي يمكن المحافظة على حركتها
    الانسيابية خصوصا بعد ترك مسافة معينة في الخيط تتيح الحركة لحبات المسبحة
    بالأصابع . وقد تصبح المسبحة وسيلة للحساب والعد أحيانا ، كما قد يكون لوقع تساقط
    حباتها ، وخصوصا لبعض المواد أو الأحجام ، وقع روتيني أحيانا أو غير روتيني في
    أحيان أخرى ، وقد يبعث هذا الوقع عند بعض الناس راحة نفسية وعند البعض الآخر منهم
    القلق والاضطراب .




    وبعض فئات المجتمع من الدراويش أو أصحاب وأتباع الطرق الصوفية من يحملها في عنقه
    والبعض الآخر من الناس من يضعها في جيبه أو يركنها في منزله أو مع سجادة صلاته ،
    بل وصل الحال أحيانا لبعض الناس من يعلقها في سيارته (غالبا في المرآة الأمامية)
    لغرض الزينة فقط وهكذا .




    والمفاضلة أو الرغبة لدى الناس متباينة حسب التعود أو حسب الطبقة الاجتماعية فمنهم
    من يفضل شكل وحجم حبات معين ، وآخرون يفضلون نوع مادة على مادة أخرى ، والبعض
    الآخر من يفضل ألوان معينة أو يرغب في شكل ملحقات معينة . . . إلى آخر أسباب
    التفضيل الإنساني المختلفة في الحياة الخاصة بكل إنسان واعتقاداته القديمة المترسخة
    أو المستحدثة .




    كذلك يمكننا القول أن اختلاف شكل وحجم المسبحة يختلف أيضا حسب اختلاف الشعوب
    والبقاع حيث اطلقت عليها مسميات حسب المنطقة المنتجة أو المستخدمة فقد قيل (مسبحة
    اسطمبولية) (عامية) دلالة على صناعة اسطمبول (ومسبحة نجفية) من انتاج مدينة النجف
    في العراق (ومسبحة يسر مكية) دلالة على مسبحة اليسر المفضفضة أو المنتجة في مكة
    (والأفغانية) على سبحة حجر البازهر . كما قيل (مسبحة ألمانية) دلالة على مسبحة
    الكهرب المنتجة في ألمانيا (والأرض روم) على مسبحة المتحجرات السوداء في تركيا
    والمنتجة من تلك المنطقة (والنيسابورية) على مسبحة الفيروز المنتجة في إيران وإلى
    آخر القائمة .




    وقد تطلق صفة حامل المسبحة على مسمى المسبحة أحيانا فقد يقال عن المسبحة الكثيرة
    العدد (حوالي 100 حبة) اسم (سبحة الدراويش) وأحيانا (سبحة صاحب الطريقة) وقد يقال
    أحيانا (سبحة الملا) وهي مسبحة رجل الدين في العراق (عامية) واليوم تسمى تلك ذات
    الألوان البهيجة والصغيرة الحبات (بالمسبحة الشبابية) استنادا لمستخدميها من
    الشباب أو غير الشباب . ولعل أكثر الناس من يطلق عليها اسما حسب نوع مادتها فيقال
    مسبحة الكهرب أو اليسر أو العقيق أو الفيروز ، وما إلى ذلك . ولقد تضاربت آراء
    الناس فيما يتعلق بتقديرات عمر كل مسبحة حسب أشكالها ومادتها أو ألوانها وأحجامها
    المتعددة . وبودنا القول في هذا المجال أن عمر المسبحة يقدر بالزمن الذي صنعت فيه
    وليس بزمن انتاج المواد الأولية المكونة لها . وبعض الناس من لديه تقديرات افتراضية
    جيدة وخصوصا فيما يتعلق بمسبحة الكهرب أو اليسر أو غيرها استنادا إلى خبرتهم
    الطويلة في مواصفات الأحجار وطرق الصنع المختلفة حسب تخصصات كل منطقة وحسب الوقت
    الذي سادت فيه صنعة معينة على أخرى ، فضلا عن تأثير حالة تقادم الومن على ألوان
    الحبات على سبيل المثال . واليوم ينتشر الباعة في كل مكان تقريبا ، وخصوصا للرخيصة
    منها ، وتجدها في الأسواق العامة أو في المتاجر أو قرب المراكز الدينية ، سواء تلك
    الموضوعة على بسطة أرضية أو معلقة في المتاجر مثل سوق خان الخليلي في مصر وسوق
    المدرسة المستنصرية القديمة في بغداد وسوق (قباغلي شارصي) في اسطامبول وحوانيت
    عمّان والشام ومكة المكرمة وأسواق عديدة أخرى .




    ومن الطريف هو ما حصل لتغير بيع الأماكن التقليدية للمسبحة وخصوصا الثمينة منها ،
    فهي قد تباع حاليا في المطارات ومتاجر الفنادق الكبرى أو محلات الجواهر في مدينة
    جنيف مثلا وفي مدن أوروبية أخرى كباريس ولندن ووارسو ونيويورك .




    وفيما يلي ندرج بعض التفاصيل العامة لعناصر ومكونات المسبحة من حيث حجم وشكل
    الحبات وعددها وأثر ذلك على أنواعها ، كما سندخل في بعض تفصيلات أشكال الفواصل
    والمنارات وملحقاتها الأخرى من خيوط وشرابات وما شابه ذلك .



    الملكة هيرا
    الملكة هيرا

    المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية Stars6


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 616
    تاريخ التسجيل : 01/05/2010
    المزاجالحمد الله

    حصري رد: المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية

    مُساهمة من طرف الملكة هيرا الأربعاء مايو 26, 2010 9:45 pm

    المسبحة وماذا تعني لنا هذه التسمية Unckjxmkkzwdg6m0ptgt
    موضوع مميز دايما مواضيععععععععععععععععععععععععك مميزة شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 11:52 pm