مند سنوات و إنا أعيش بنهر وحيدا مستسلما لطمأنينة غامضة حتى جاء في احد
الأيام صياد هرم فانتشلني بصنارته من قعر النهر فتعجب لشكلي و تأسف قائلا
مساكين أولادي سينامون الليلة دون أكل حنيت راسي بخجل فقلت لمادا لأني
ناطق رغم كوني أتكلم فانا سمكة ولكن من نوع غريب حملني الصياد بسرعة إلى
بيته و هو يلهث متعبا أخيرا وصل إلى البيت وقف أمام الباب ليسترجع أنفاسه
دخل البيت و هو ينادي يا أولاد لقد عدت و بحوزتي ما نأكل قدموا الأولاد
وهم يركضون من شدة الفرح ولكن بعد ان اخرج الأب السمكة الناطقة خاب أملهم
و اندهشوا الكل وقف في مكانه و لسانه متلعثم و عاجز عن التعبير حاول الأب
ان يستجمع الكلمات التي سيقولها قائلا اعرف ان الأمر في غاية الغرابة و
لكن هدا ماحدت بالضبط لقد انتظرت طويلا بالصيد و يئست من الانتظار ولكن
حضي وقع على هده السمكة الناطقة فمادا بيدي ان افعل أجاب الأولاد بصوت
مليء بالخوف كيف إنا يا أبي ان نأكلها نحن فعلا نحس بالقرف رد الأب و هو
يحاول إقناعهم بقوله انه أمر طبيعي فالبحر كما نعلم مليء بالعجائب و
الغرائب اكتر من البر فما المشكل ان كانت ناطقة أم لا عند انتهاء الأب من
كلامه زاد خوف الاولاد عند رايتهم للسمكة وهي تتحرك بسرعة وتدور يمينا و
يسارا كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة أو تتألم و تصرخ دامت على هدا الحال مدة
طويلة اد بها ينبعث منها ضوء ناصع البياض زلا تستطيع العين تحمل قوته فجأة
تحولت إلى شاب في غاية الوسامة ومن مظهره يتبين انه من طبقة راقية زاد
اندهاش الاولاد لما رأته أعينهم التي كانت في غاية التركيز و بداخل
أدهانهم الصغيرة تجول عدة أسئلة لكن دون إيجاد أي جواب لها أو حل لهده
القصة وبعد ان حاول الأب و الشاب ان يهدؤوا من هلع و فزع الأبناء بدا
الشاب يروي لهم قصة تحوله إلى سمكة ناطقة كان يروي وعيناه منغمرتان
بالدموع وصوته يوحي إلى الأسف و الحسرة اد قال لهم انه كان أمير في مملكته
و سعيد وسط شعبه ولكن للأسف هناك من تشتعل بقلوبهم نار الحسد و الغيرة من
مكانته الراقية بكونه أمير ومن الإخلاص و الحب الذي يكنه له الشعب وهدا هو
الدافع الرئيسي الذي جعل عدوه ينصب له فخا ليشفي غليله و يطفئ النار التي
تشتعل بقلبه اد قام بتقديم خاتم مسحور مدعيا انه هدية لجلالته بمناسبة
انتصاره في الحرب ولكن لم يكن يعلم ان بقبوله للخاتم بدا حرب جديدة ومن
داك الوقت تحول إلى سمكة ناطقة تعيش في النهر وحيدة وتنتظر كل يوم من
يصطادها ويخرجها من مأزقها لان كل مرة كان من يصطادها ويجدها غريبة ناطقة
يخاف و يرجع يرمي بها إلى النهر وتتبخر آمالها عند انتهاء الشاب من رواية
قصته المأثرة شكر الصياد و أبنائه على مساعدتهم وطلب منهم القدوم معه
ليعيشوا في مملكته و وسط شعبه