يروى أن هناك إبن كان كثير العصبية والضجرلكن قلبه رقيق ويحب الناس ، فإن خاطبه شخص فيما لا يريد ضجر وتعصب وسبه وشتمه ، لكن قلبه كما تعرفون رقيق جداَ ، فيذهب إلى الشخص الذي آذاه بكلامه ويستسمحه ويطلب الإعتذار .
في يوم من الايام إذ بأحد أصدقائه يمازحه بصورة لائقة بحضور والده ، لكن الإبن سرعان ما ضجر وتعصب لأنه لا يحب المزاح كثيراَ ، فقال لصاحبه: أنت لا تفهم أبك جنون ألم أقل لك أن لا تمازحني ، فحزن الصديق من هذا الكلام وتوجه إلى بيته حزين ، لكن الابن سرعان ما أدرك ماذا فعل فتوجه إلى صاحبه وأستسمحه وقبل الصديق ذلك .
لاحظ الاب ماذا فعل إبنه فقال له : إسمع يا بني أنا أعرف أنك كثير العصبية وهذا لا يعني أن تقوم بجرح مشاعر غيرك بسبب عصبيتك ، سوف أدلك على أمر تستطيع أن تفجر غضبك به ، قال الابن وما هي يا أبي : قال له الاب إفعل ما أقوله لك فلن تندم إنشاء الله قال الولد : فقل يا والدي.
قال له الاب أحضر لوح خشب كبير ، ومطرقة ، وعلبة مسامير ، ففعل الابن ذلك .
قال له الاب : إن أغضبك أمر فقم بطرق مسمار في هذا اللوح وحاول أن لا تفجر غضبك في الناس قال الولد آه آه سأفعل.
فعل الابن ذلك مع كل من يغضبه ، فرجع إلى والده وقال له يا أبي أنهيت المسامير في اللوح ولم أستفد ، قال له الاب إذا غضبت ثانيا فاخلع كل مسمار قد ضربته ، قال فالنجرب ، ثم عاد إلى والدة وقال له : فعلت ولم أستفد شئ ، قال له الاب : أرأيت كل مسمار قد ضربته فهي الشتيمة التي أذيت بها صديقك ، وخلع المسمار هو إعتذارك من صديقك ، لكن الثقب الذي بقي من أثر المسمار فهو المكان الذي جرحت به صديقك ، حتى ولو سامحك لكن سيبقى يذكرها.
منقول