من طرف اخترع "بلوتوث" مداه 7 كم ..ليتصل بحبيبته دون فاتورة
لكم حقرت نفسي - أنا كاتب الموضوع - حين قابلت شابا حاول إحراق عينيه عبر "مادة الكاز" كي لا يرى سوى عيني حبيبته في حياة بطلها الخيال..وكم ألقيت باللائمة على ما أسميته "ضيق وقتي" حين جند الشاب ذاته ثواني ساعاته حلقات تنتهي به إلى رسم ابتسامة على شفاهها عبر نكتة..تليها نكتة ..ونكتة....فمن تحول إلى نكتة ؟
إلتقاها عقب مرحلة "الحبو" وهو يسير حافي القدمين في إحدى أحياء مدينة جرابلس، حيث الفرات الأزرق يستأذن الدخول إلى سوريا، وبعد ان دنا الشيطان – حيث الطفولة غدت ذكرى- قال لها عبر سماعة الهاتف" احبك واحبك واحبك... " إلى أن تجاوزت فاتورة هاتف والده الخلوي 12000 ليرة سورية، وفاتورة الهاتف الأرضي ستة آلاف ليرة في الشهر ذاته..
ماذا حدث يا احمد الويجة..؟
يقول احمد " لم تكن هناك وسيلة اتصال خاصة بنا، حيث كنت أتحدث وحبيبتي من هاتف والدي أو من الهاتف الأرضي في المنزل، الأمر الذي خلق مشاكل لا تحصى بيني وبين الأهل بسبب ارتفاع فواتير الهاتفين الأرضي والمحمول".
وبعد...؟
الحب ولد الاختراع...كيف ذلك؟
عن طريق (بلوتوث) يوصل بين جهازي كمبيوتر، حيث لا تبعد غرفتيهما عن بعض أكثر من مترين..
يوضح أحمد (26 سنة) :" تعرفت على شخص ساعدني في تطبيق الفكرة، بعدها حاولت تطوير الفكرة ؛ كزيادة مساحة (الهب)، وهو عبارة عن المستقبل والمرسل".
ويضيف :" الفكرة تطورت من مرحلة الوصل بين جهازي كمبيوتر إلى مرحلة استخدام جهاز صنعته ليستقبل اتصالي ومن ثم يحوله إلى الشخص المرسل إليه، معتمدا في ذلك على لغة الرموز، أي تشفير الاتصال الذي تضمن ثلاثة أحرف وثلاثة أرقام، كأن ارمز الاتصال بـ (و و و 1 1 1)، ومن ثم أرسل إشارة إلى الشخص المطلوب، والذي بدور سيستقبلني في حال أراد ذلك، وان رغب شخص ثالث الانضمام إلينا فبإمكانه القيام بذلك في حال سمحنا له، والاتصال بالطبع يكون "لا سلكياً"..وكل ذلك دون أن نخسر أي شي، بمعنى الاتصال يكون مجانياً".
فكرة احمد لم تتوقف عند هذا الحد ...
يتابع :" بعد ذلك حاولنا أن نطور الاختراع من اتصال صوتي إلى اتصال مرئي؛ عن طريق فيديو يتناسب مع (الكرت) المستخدم، وبعد أن وجدنا صعوبة في مسالة صنع كاميرا خاصة، استأذنا شركة (جينيكس) لصنع الكاميرات في توظيف منتجها لخدمة الاختراع، وبعد أن وافقت الشركة مشكورة، عدلنا (الكرت) على أساس نوعية الكاميرا وبدأت بالتقاط الإشارة من مسافة 7 كم".
ويحتوي الجهاز على شريحة الكترونية مزودة بـ(هبات) تستخدم لوصل جهازين لاسلكيين مع بعضهما، كما طريقة الاتصال اللاسلكي في بداياته..
وعند الحديث عن هذا الجهاز الذي يربط بين أشخاص –لاسلكيا- على بعد 7 كم، فهذا يعني أن سبعة أجهزة من هذا النوع ستغطي مدينة مثل حلب، ما يعني إلغاء الحاجة إلى الهواتف الأرضية وكذلك الهواتف النقالة"الموبايل"..فالعملية لا تعني أكثر من تطوير جهاز "بلوتوث" ليصل مداه إلى المسافة المذكورة.
وعن التكلفة، يقول أحمد:" الجهاز غير مكلف، حيث كلفني 300 ألف؛ رغم وجود أخطاء وتكاليف زائدة، فان كررت التجربة فلن يكلفني الاختراع أكثر من 210 آلف ليرة "، لكن رغم ذلك يعد احمد أن المبلغ "كسر ظهره"، معتبرا الحصول على هكذا مبلغ؛ والذي تبرع به أهله والبعض من أصدقائه، بمثابة "حلم".
بعد صنع الجهاز استمتع احمد وحبيبته لمدة أربعين يوم " نتحدث عبر الجهاز بما لا يقل عن خمس ساعات يوميا وأحيانا يستمر الحديث 12 ساعة دون أن نتكلف بدفع ليرة".
براءة الاختراع التي حصل عليها أحمد سميت باسمها...وحياة المخترع الشاب كادت ان تفنى برسم الحب..المهم في نهاية الأمر "المستورة" تزوجت وأصبحت أماً..
يقول أحمد وهو ينظر إلى اللاشئ : يا ريتها كانت معي ..الله يحرسها ".
تنويه..
كما اشرنا الفتاة تزوجت؛ ما يعني ان غايتنا هي نشر القصة دون التركيز على الاشخاص...
