بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله وصحبه وسلم
يا ابن أدم أتدري ماذا يقول ملك الموت و أنت نائم على خشبة الغسل
ينادي عليك و يقول يا ابن أدم أين سمعك ما أصمّك, أين بصرك ما أعماك,
أين لسانك ما أخرسك, أين ريحك الطيّب ما غيّرك , أين مالك ما أفقرك.
فإذا وُضِعْتَ في القبر نادى عليك الملك
يا ابن أدم جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك. يا ابن أدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك.
يا ابن أدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك,
يا ابن أدم خرجت من التراب و عدتَ إلى التراب...
خرجت من التراب بلا ذنب و عدتَ إلى التراب و كلّك ذنوب.
فإذا ما انفض الناس عنك و أقبل الليل لتقضي أول ليلة صبحها يوم القيامة,
ليلة لا يؤذن فيها الفجر,
لم يقل المؤذّن يومها حي على خيرالعمل
... انتهت الصلاة... انتهت العبادات...
إنّ الذي سيؤذّن فجرها هو إسرافيل .
أيتها العظام النخرة, أيتها اللحوم المتناثرة
قومي لفصل القضاء بين يديّ الله رب العالمين.
إن الله يقول: و نُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاً.
و يقول أيضاً: و حشرناهم فلم نغادر منهم أحداً.
ينادي عليك مالك الملك و ملك الملوك يقول لك:
,يا ابن أدم رجعوا و تركوك
في التراب دفنوك و لو ظلّوا معك ما نفعوك,
و لمْ يبقَ لك إلا أنا الحيّ الذي لا أموت...
يا ابن أدم من تواضع لله رفعه و من تكبّر و ضعه الله عبدي أطعتنا فقرّبناك,
و عصيتنا فأمهلناك,
و لو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك
إنّي و الإنس و الجنّ في نبأ عظيم,
أخلُقُ و يُعْبَدُ غيري , أرزق و يُشكر سواي .
خيري إلى العباد نازل و شرّهم إليّ صاعد.
أتحببّ إليهم بنعمي و أنا الغنيّ عنهم و يتباغضون عنّي بالمعاصي
و هم أفقر شيء إليّ
أهل الذكر أهل عبادتي, أهل شكري أهل زيادتي,
أهل طاعتي أهل محبتي,
أهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي فإن تابوا فأنا حبيبهم
فإنّي أحبّ التوابّين و أحب المتطهرين,
و إن لم يتوبوا فأنا طبيبهم
أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من الذنوب و المعاصي.
من عاد منهم ناديته من قريب و من بعُدَ منهم ناديته من بعيد.
أوجدت إله غيري وأنا الغفور الرحيم
الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد و السيئة بمثلها و أعفو
أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها...
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة والثبات