لماذا تُعض اليد المحسنة ؟؟؟؟
....خرج أحد الفرسان للصيد يوماً, وصف بجولاته وميادينه وقهره العديد من فرسان القبائل المجاورة, فاخذ يجوب الوديان والجبال بحثاً عن صيد, ولم يحالفه الحظ, فأصر ألا يعود بخفي حنين,فتابع بحثه المسافات الطويلة, إلى إن جاء به قدره على غابة عالية الأشجار ,متشابكة الأغصان, تملأها أصوات الطيور,فقرر إن يدخل الغابة ,وكاد النهار إن يزيد على نصفه, فنزل وربط فرسه, وأخرج سيفه وقوسه ونباله, وأخذ يتبع الطرائد ,متنقلاً من طريدة إلى أخرى,ومن شجرة إلى شجره,فوقع في جب (بئر) مهجور,غطته الإعشاب والحشائش , وسيقان الأشجار البالية,فانكسرت ساقه ,وأنشج رأسه,وأخذ يصرخ مستغيثاً,ولكن الليل كان قد أخذ نصيبه,وما من مار وسامع,وبقي يعاني جراحه, ومصيبته التي حلت به,وبعد يومين فإذا بفارس من فرسان تلك المنطقة يدخل الغابة فرأى آثار سير جديدة,فأخذ يتتبع الأثر, إلى إن وصل الجب, وسمع الفارس الأخر يستغيث, فنزل عن جواد وأخرجه من الجب الذي وقع فيه,وحمله على جواده, متوجهاً إلى خيمته,فأنزله واسند ظهره , ولف رأسه وساقه,وبقي قائماً على علاجه إلى إن تماثل للشفاء, وأستعاد قوته وعافيته,وخلال هذه الفترة لم يخفي إعجابه في جواد منقذه,فعرض عليه شرائه أو مبادلته وأكثر من ألوان العروض, فأجابه الفارس لا يبيع سيفه وجواده ولا يتخلى عنها,فأصر في نفسه الدنيئة الحصول على الجواد,مهما كلف الثمن والوسائل والحيل, فأخذ يطيل معه الحديث وأكثر حديثه عن نفسه وبطولاته وجولاته محاولاً دب الخوف في نفسه, ولم يفلح فعرض عليه المبارزة ,بحجة اختباره لقوته بعد ما نزل به من جراح وآلام في الجب,واختبارا مخفياً لقوة الفارس ألآخر,وبعد إلحاح شديد,وافق الفارس عل منازلته,فألتقى الفارسان وتبارزا إلى إن هلكا من التعب ,ولم يأخذ أحدا من الآخر,و كان الفارس صاحب الجواد يخفي قوته الحقيقية على ضيفه لأنه لا يريد سوءاً لفارس في مثل هذه البراعة من ناحية و من ناحية أخرى لأنه عمل معه معروفاً فكيف له إن يضيعه ؟ و كان إثناء المبارزة يقول لنفسه لا بد لي إن اتخذه صديقاً و في اليوم التالي عاوده و طلب منه المبارزة مرة أخرى ظنا منه انه سينال منه بأخذ جواده و سيفه و لم يفلح فيذلك فطلب منه المغادرة بحجة إن الديار تطلب أهلها فسمح له و أعطاه زاداً يكفيه لحين عودته إلى أهله و دياره فغادره و في نفسه الجواد . و بقي الفارس الأخر في خيمته إلى إن استقر الليل و اشرف على منتصفه تقريباً سمع صوت حركات و ضرب إقدام و خشخشة إعشاب فتسلل رويدا رويدا ليرى ما يجري و إذا بالفارس الأخر قد رجع لسرقة الجواد فصرخ عليه إن اترك الجواد و ارحل فأبى فاتبعه سهما بذراعه و مسك به و انتزع الجواد قائلا أنقذتك و عالجتك و زودتك و سهرت عليك وها أنت تسرق جوادي و تعض يدي التي أحسنت إليك فحاول الفارس الدنئ إن ينتزع الجواد مرة خري فضربه بسيفه فأخذت من السارق مقتلا فسبحان الله اهكذا يكون جزاء المعروف و إنقاذ الملهوف؟؟؟!!!